لتفنى الحمير·· وتحيا الزريبة/ تحية إميل حبيبي في صحن الكنيسة، كومة من أجساد آدمية، تتراكم فوق بعضها، أكمة سوداء، وكلب بوليسي ينتهي لجامه بيد مجندة مدرعة وترتدي قناعاً مضاداً للغاز·· أشلاء هنا وهناك، كم من الممثلين يجسدون الكومة، وربما دمى عرض من تلك المستخدمة في واجهات محال بيع الثياب، الجميع يتشحون أردية سوداء فضفاضة، تعلو رؤوسهم من الخلف زائدتان نحتار إن كانتا أذنين ؟؟؟!! أو ربما جناحين، أذنان جناحان، لا يهم أيهما أصح لغويا !! ولكن ما هو الأصح في واقع الأمر؟؟؟ هل تعلو أكتافنا آذان أم أجنحة؟؟·· ببساطة أكثر، هل نحن حمير أم ملائكة؟؟ الراوي: بصراحة·· بصراحة بصراحة، أنا مش شايف إنا ملائكة·· إلاّ يمكن بإشي واحد، إنو إحنا مسيرين مش مخيرين، مهمّي بيقولو إنو الإنسان هوه المخلوق المخيّر والملائكة مسيرين، طبعاً الحيوانات مخيرة تاكل أو ما تاكل إذا في تبن، بس برضو فيه اللي يسيرها، بس على العموم إحنا مسيرين بس مش ملائكة، وطبعا مش إنسان لأننا فقدنا كوننا مخيرين، يعني بلا مؤاخذة لما نكون مش ملائكة ومش بشر شو ممكن نكون؟ بيضل هناك إحتمالين، الأول طبعا مش ممكن نكون إبليس·· علي النعمة إنه إبليس بيتبرأ من أفعالنا !! بشرفي إذا إبليس بدو يتحاسب على إنو هوه اللي طغانا نعمل اللي بنعملو لألله يمسح فيه السما·· على اعتبار هناك ما في أرض، أصلا الأفكار اللي إحنا بنخترعها في الفشل والتخلف والخيانة وغيرها من صفاتنا الحميدة، بيعجز أبو أبو إبليس الأولاني يخترع نُصها !! والله ثورة تكنولوجية إبليسيّة بتعجز بس تخزن نص معلومة في جهلنا وغبائنا وتميزنا بالبلادة، عشان هيك أنا تفلسفت وفكرت وحللت، رسمت وخططت، عملت أبحاث وعقدت لجان·· مؤتمرات·· وإجتماعات·· واكتشفت بعبقريتي التالي: إحنا حيشاكم بنكون الإحتمال الثاني···· إحنا حميييير!!! المجموعة: ها ها !! ''يشهقون بشد النفس إلى جوفهم مع إصدار حشرجة، كما تفعل الحمير طبعاً·· ويؤدون ذلك بإيقاع وتنغيم طقوسي إحترافي، وكأنها لغة تفاهم اعتادوها بينهم''· الراوي: طبعا بحب أخبر اللي نفوسهم مريضة إشي مهم·· أنا سجلت اكتشافي هذا، إنه إحنا حمير، في وزارة الصناعة والتجارة، وأخذت فيه براءة اختراع من الهيئة الدولية للبحث العلمي، يعني مش من حق حدا يدعي إنو صاحب هذا الإختراع وإلا والله لأمرمطو في المحاكم ومجلس الأمن كمان، وانتو طبعاً عارفين شو يعني مرمطة محاكم!! يجرب واحد يقول انو إحنا حمير ويشوف شو رح يصير فيه، مش أنا اللي رح أمسح فيه الأرض، أصلا كل اللي حكوها تمرمطوا، ماتو أو ماتو ولادهم ·· انقصفوا بالطيارات ·· أو رصاصة في الرأس بميزات كاتم الصوت، ويحمد ربو اللي بس كان نصيبه الحبس وتخليع الأظافر·· وعادي الإغتصاب طبعاً، لأنو الإغتصاب ما إلو قيمة إجتماعية لا سلبية ولا إيجابية في مجتمع الحمير شو يعني حمار اغتصب حمار أو حمارة ؟؟؟!!! عمركو سمعتوا انو حمار اغتصب حمار؟؟ عنا بتصير! وهذا تميّز، حتى لو حمار اغتصب حمارة، مجتمع الحمير مستواه أرفع من انو يتعامل مع الإغتصاب كقيمة مهمّة!!! ·· إغتصاب يفوت ولا حد يموت·· هيك فلسفة الحمير·· طبعاً انتو ما عرفتو أنا كيف ممكن أستثمر هذا الإختراع؟؟··· بما إني عبقري حطيت نظرية·· ولأني تعبت من الحكي وكمان زهقتكم ، مساعدتي لشؤون البحث العلمي رح تقدملكم نظريتي·· تفضلي··· المساعدة: شكراً·· إفرضو جدلاً، جدلا يعني مش عنجد، إفرضو إنو إحنا الحمير فجأةً قررنا إنا نتخلص من حموريتنا !! بطلنا بدنا نضل حمير·· طبعاً ما حدا يتفلسف ويقول الحمير اللي جوانا واللي برانا، بقصد حموريتنا العامة برا وجوا، أفضل طريقة للخلاص من هاي الحمورية هية·· قتل الحمير·· تخيلو إنو إحنا الحمير اجتمعنا في لحظة وحدة، وكل واحد فينا ماسك بحافرو سكينة أو خنجر أو سيف حسب إمكاناتو ومعتقداتو ''ترفع سيفاً بيديها على طريقة هارا كيري اليابانية'' وواقف على أهبة الإستعداد وعند كلمة معينة، مثلا لما يسمع كلمة وامعتصماه، كل واحد فينا يغرز سلاحو في بطنو· بطن حالو·· الراوي: ليش بالذات ''وامعتصماه''؟؟ عندما تسمع المساعدة الكلمة تطعن نفسها وتسقط···· المساعدة: آآآآآآآه· الراوي: يخرب بيتك شو هبلة، شو طبقتي النظرية لحالك، فعلاً إنك حمارة ''برثائية''، يخرب بيتك بجد هيك انتي بتعتبري منتحرة، طبعا مش شهيدة·· يع ع ع·· قذرة·· شوفو قليلة الأدب، ميتة وكاشفة رجليها (يكشف عن سيقانها أكثر) ما ظل علينا غير وحدة فاسدة زيها تطلب منا إنو كلنا نتفق على لحظة وحدة، نوقف على أهبة الإستعداد، وهب (يطعن نفسه إيمائياً) نطب·· ساكتين !! بيموتو الحمير، وبتضل الزريبة، والله عنجد لو نموت كلنا مرة وحدة بننتقم من حكامنا شر انتقام بشرفي حكامنا هيك بينجلطو، وبنخلص منهم، أو على الأقل بيصيرو حكام على زريبة ما فيها حمير··· خلصت النظرية، وخلينا نحكي في التطبيق··· مين اللي ممكن يقتل الحمير؟؟؟ أو بالأحرى مين رح يكون صاحب مشروع قتل الحمير والقضاء عليها؟؟·· الشعوب؟·· الحكام؟! ·· إيران؟؟ وإلا ·· ممكن الولايات المتحدة·· أو يمكن إسرائيل؟؟!!! ·· وعلى فكرة لما بنعرف مين صاحب المشروع بنعرف شو رح يكون المستقبل·· في العمق تمر حمّالات جثث باستمرار، أكياس قمامة وجثث مجللة بأكياس فضية سيلفر)· الراوي: (يكمل) يعني خلينا نفترض إنو حكامنا همّه اللي بدهم يقضو على الحمير، طبعا مستحيل، لأنو حكامنا حمير زينا ومش ممكن يستهدفو حالهم، يعني حكامنا بريئين من دمنا كما الذئب بريء من دم يوسف··· حتى الدم أصلا ما كان دم يوسف!! وصار يوسف بعدها جميل الجميلين!! المساعدة: (تهمس له وهي ملقاة على الأرض·· ميته) متوديناش في داهية·· بلاش الحكي في هيك مواضيع ·· بديت تخربط!! الراوي: مهو عشان حكيت كتير لحالي، قومي ساعديني·· إحكي عني شوي·· المساعدة: المفروض إني ميته·· الراوي: يا بنتي قومي، مهمّة عارفين إنا بنمثل!! يللا بلاش دلع !! المساعدة: بتعرف أول مرة بلاحظ إنك حليوة؟؟!! الراوي: أنا حليوة؟؟!! الله يجبر بخاطرك، خليكي ميتة أحسن·· ينهض ليبتعد عنها فتمسك بقميصه من الخلف لتعيده، يتمزق قميصه من دبر·· المساعدة: تعال وين رايح ؟؟ الراوي: شو اللي عملتيه؟! هيك مزعتي قميصي؟؟ والله لألم عليكي العالم·· المساعدة: تلم علي العالم عشان قميصك البليان؟؟!! الراوي: مش عشان قميصي البليان·· المساعدة: بقولهم انك حاولت تغتصبني··· الراوي: بس القميص يا شاطرة ممزوع من دبر، يعني انتي اللي حاولتي تغتصبيني·· المساعدة: وليش بدي أغتصبك من دبر؟؟!!! شايفني شب أغتصبك من ورا؟؟ الراوي: هشش يخرب بيتك، إحتشمي·· وخلينا نرجع لموضوعنا، إحنا وين كنا؟؟ المساعدة: آخر شي قلت إنو حكامنا مش همة صحاب مشروع قتلنا·· الراوي: أيوة بالزبط·· المساعدة: طيب مين؟؟ أمريكا؟؟؟ الراوي: ما أظن، مثلا، أمريكا بتقول إنو لازم الحفاظ على السلطة الفلسطينية، ويجب الحفاظ على الحكومة اللبنانية!! هناك ضد الحكومة الشرعية، وهون مع الحكومة الشرعية، الفرق واضح·· يعني أمريكا بدها الزريبة وفيها شوية حمير على مزاج الداية رايس اللي بدها ينولد شرق أوسط جديد، وملامحه زي ما بدها جناب الداية مش زي ملامح أهلو !! المساعدة: طيب خلصنا مين بدو الزريبة بدون حمير ؟ الراوي: سؤال وجيه، بس بما إني حمار بكون مش عارف، وأكيد ولا واحد من الحمير عارف·· هوه بجد مين اللي بدو يقتل كل الحمير وتفضالو الزريبة يسرح ويمرح فيها على راحتو؟ ويشبع عنب بعد ما يهتك عرض الناطور؟؟؟ المساعدة: كيف يعني يهتك عرض؟ الراوي: هتك عرض هوة تعبير مؤدب نظيف يعبر عن فعل وسخ ومنحط·· المساعدة: قصدك زي السياسة يعني؟؟ الراوي: عليكي نور، سياسة هتك العرض، الفعل اللي بيصير فينا كل يوم ألف مرة وعلى مستوى جميع الفتحات وأنا عديتهم، عند الرجل تسع خرام، وعند المرأة عشرة·· المساعدة: طيب عال هيك طلعنا النسوان متميزين عن الرجال بشي!! الراوي: وعشان هيك أنا فكرت بأهمية التساوي من أجل المساواه، وعشان نكسر هادا التميز عند المرأة، بطلب من الرجال العمل على إيجاد خرم عاشر، وفي أي مكان الرجل نفسه بيحدده·· أنا مني وعلي، بحب خرمي الإضافي يكون هون (يشير إلى وسط جبهته) في وسط هامتي، أنا بحب هتك العرض من خلال الهامة·· المساعدة: بتعرف إنك واحد سافل، احنا كنا بنحكي في نظرية الزريبة، شو وصلك تحكي بالخرام وهتك العرض وقلة الأدب؟؟؟!! الراوي: عشان أنا قليل أدب، مهو كلشي صار في حياتنا قلة أدب·· وقلة إنسانية، إو بلاش نحكي في القلة، نحكي في الزيادة·· زيادة شر وزيادة سفالة·· زيادة خيانة·····