نعم، اسم على مسمى، هذا الأسطول الذي سطر بدماء أصحابه والقادمين عليه أروع قصص التاريخ ضد عدوان ظالم ومتجبر، نعم اليوم طغى الاحتلال بكل ما يملك ضد أبرياء عزل لا يملكون إلا التحدي والكلمة والمصير الواحد· لربما أخافهم هذا التحدي، كيف لا وقد أعدّوا العدة الهائلة لطمس كل معالم الحرية والمواقف النزيهة التي جاء بها أحباءنا· اليوم سماء غزة كئيبة وشراع السفن بمراكب مهشمة أضاع في اشتباكه مرفأه الذي افتداه بروحه! نعم، كل شيء اليوم في غزة غير كل الأيام! إنها ليست بمعركة غزة فقط، إنها معركة كل عربي، كيف لا وصمتنا على ما مضى سبب هذا الطغيان وهذا الجبروت القادم من وراء البحر! قلنا لربما إسرائيل ليست في وضع يحسد عليه بعد عدوانها الأخير، ولكن هنا قد فاقت كل الحسابات وأعطت طغيانا لم يسبق له مثيل وفي عرض البحر، وهذا دليل واضح على تفرق الكلمة والموقف· إن وحدة الكلمة والعمل الموحد في أي عدوان علينا هو ضربة قوية تهز الاحتلال لأنها طغت فتجبرت· أيها العالم، هذا هو وجه إسرائيل، لقد أزيل عنها القناع تماما اليوم لتقول أنا هنا الأقوى؟ لِمَ لا، فمثل ما يقول المثل ''يا فرعون مين فرعنك قال ما لقيت حدا يصدني''· نعم، هذا ما يحدث وما سيحدث؟ لا يد تمتد للمكبلين في غزة، لتطلقه من شباك الفرقة والعدوان؟ لا مجير غير أنفسنا وتوحدنا يا أحبابنا هنا وهناك! لانريد بابا أصم وموصدا بالعدم· تحية لكل شهدائنا وأحبائنا في الإسطول العظيم، لم يبق لدينا سوى كلمات الحزن والأسى، وهذا ما أصبحنا نحسن قوله، فلا مجال للفرح الحزين، فالخنجر يغوص في أعماقنا وكم أحببنا أن نلقاكم بدون ألم مهين·