ما هي قراءتكم لمباراة الجزائرإنجلترا التي انتهت بتعادل الفريقين؟ أعتقد أن المباراة كانت إجابة جيدة على كل الذين سارعوا إلى إطلاق الانتقادات العشوائية وغير البناءة للفريق الوطني، وخصوصا للناخب الوطني، رابح سعدان، معتبرين أن كرة القدم يمكن أن تقدم في قراءة مسبقة خارج إطار المستطيل الأخضر، ولذلك فالطريقة الجيدة التي لعب بها الفريق خصوصا في الدفاع ووسط الميدان، جاءت لتؤكد عدم صحة كل ما قيل خلال عثرات المنتخب الوطني السابقة. أداء الفريق الوطني، أول أمس، كان مختلفا وجيدا كما أشرتم، ما هي نقاط القوة في رأيك؟ في الحقيقة، كل أداء الفريق في أمام الإنجليز كان ممتازا، لكن يبقى الأداء الأكثر تميزا وقوة ذلك الذي قدمه وسط الميدان والجهد الكبير في الدفاع الذي صنع فارقا حقيقيا في هذه المباراة. ونقاط الضعف؟ أعتقد أنه في مقابلة أمس لم تظهر أية نقاط ضعف على المجموعة، لكن الفريق ما زال يعاني من نقص في المهاجمين القادرين على صنع فارق، وهذه مشكلة تعاني منها المجموعة وتؤثر خصوصا فيما يتعلق بالتهديف، لكن لا يمكن أبدا أن نحمل المسؤولية للمجموعة التي لعبت بمستوى رائع ولم يظهر أي ضعف على أدائها الفردي والجماعي، لكن لا بد من إيجاد حل لهذه المسألة مستقبلا. هل هذا يعني أن التأهل للدور الثاني بات ممكنا؟ أنا شخصيا لا أعتقد أن مسألة التأهل هي الأكثر أهمية اليوم، ما يهم ويجب الحديث عنه هو أنه أصبح لدينا فريق شاب قادر على العطاء، أثبت قدرته على التميز، ولذلك فالمطلوب منه أن يؤدي بشكل جيد ويأخذ تجربة تساعده على المضي قدما في المستقبل، والهدف الأهم هو إقناع الجماهير التي باتت في حيرة من أمرها بعد التذبذب الذي ظهر به الفريق في الفترة الأخيرة، فالأنصار تأثروا بآراء الصحافة وانتقاداتها للمدرب الوطني وللفريق بشكل كبير وصل لحد اهتزاز الثقة، ولذلك يتعين على الفريق أن يستعيد هذه الثقة مثلما فعل في مباراة أول أمس من خلال اللعب بهدوء وإبراز الامكانيات الفردية والجماعية الحقيقية للمجموعة، وهكذا نتجاوز قضية تذبذب المستوى وآثارها السلبية، وهذا لا يعني أن التعثر ممنوع عليهم لأن كل الفرق لديها أوقات لصعود المستوى وأخرى لتراجعه، فالإنجليز مثلا في مباراتهم أمام الجزائر تراجع مستواهم المعهود بحوالي 60 بالمائة لكن مع هذا لم يخسروار وأعتقد أن هذا هو ما ينقص فريقنا، التخلص من مشكلة التذبذب وخصوصا السقوط الحر. ما دمتم قد تطرقتم لمسألة تذبذب مستوى الفريق، في اعتقادكم إلى ماذا يعود هذا ذلك؟ أظن أن هذا المشكل مرتبط بمستوى تحضيرالاعبين، خاصة النفسي ، لأن دور المدرب هو الاشارة دائما للأمور المهمة، لكن على اللاعبين ألا يفقدوا تلك العزيمة التي تعطيهم قوة خاصة، لأنهم في كل مرة يعقدون العزم على الربح يعطون 100 بالمائة. وعن مباراة الولاياتالمتحدة، هل تعتقد أن الفريق الوطني سيظهر بنفس المستوى؟ أنا ضد التحليلات المسبقة، لا أحد يستطيع التكهن بما سيحدث، لكن هناك أسئلة منطقية يمكن أن نطرحها اليوم، أولها هل سيحافظ فريقنا على المستوى الذي ظهر به أمام الإنجليز، أم أن أداؤه سيتراجع مثلما حدث له بعد المقابلة التي جمعته بفريق ساحل العاج في كأس الأمم الإفريقية؟ كما أننا يجب أن نتساءل إذا ما كانت الولاياتالمتحدة ستحافظ على الريتم العالي الذي ظهرت به، مؤخرا، خاصة الذي شاهدناه في الشوط الثاني من المقابلة الأخيرة؟ هذه هي الأسئلة يمكن أن تقربنا من تشكيل فكرة حول المباراة المقبلة، ومع هذا أقول أن الفريق الوطني إذا أدى بنفس الوتيرة التي ظهر بها أمام إنجلترا دون التراجع نفسيا وبدنيا يكون فقط بحاجة للتهديف لتحقيق الانتصار.