في النهاية، اكتملت رقعة ''البازل'' الجزائري، أول أمس، مساء أمام إنجلترا· القطعة التي كانت ناقصة كانت حاضرة على الميدان، لتشكل فريقا متجانسا، نشيطا وخاصة في قمة اللياقة النفسية والفنية· دخول بودبوز ''الرائع'' ومبولحي ''سور الصين العظيم'' أحدثا الفارق، إلى جانب بقية عناصر الفريق· ''الخضر'' أول أمس حققوا إنجازا كما أنهم لامسوا المعجزة· من الآن فصاعدا، حلم التأهل تاريخي للدور الثاني من المنافسة أصبح متاحا· يبقى اللقاء الفاصل أمام الفريق الأمريكي· على الفريق الإيمان بحظوظه شرط عدم التراخي وعدم التفريط في أي فرصة· يمكننا بل علينا أن نهزم الأمريكان· في بداية الشوط الثاني، وفي الوقت الذي كان فيه رفقاء زياني يقومون ببناء لعب ''العظماء'' على أرضية الميدان في مواجهة الإنجليز ''التائهين''، هتف لي صديق لي وقال لي هذه الجملة التي أخرجتني في هذه اللحظة من المقابلة من دائرة القلق، ''قل لي من الإنجليز من يرتدون القمصان الخضراء أو البيضاء؟''، صحيح صديقي لخص كل شيء· على أرضية ميدان الملعب الكبير بكاب تاون كان هناك منتخبين كبيرين يتنازعان نقاط مقابلة من كأس العالم· شعرت بارتياح وتابعت بقية أطوار المقابلة ''بمتعة'' هاوي في كرة القدم· هذا الشعور الذي تقاسمه الملايين من عشاق الكرة المستديرة ذكرتني بأمة عظيمة في كرة القدم· رغم أنه لم يكن لها نفس الشعور باتجاهنا، علينا كأمة عظيمة الالتزام بهذا السلوك· أسمح لنفسي هذه الرسالة إلى المصريين· أول أمس لم نلعب فقط حاملين ألوان بلدنا ولكن ألوان كل العالم العربي· رغم أن البعض وربما الأغلبية من بينكم كان سيحتفل بانهزامنا· نحن وكأمة عظيمة ثأرنا لهزيمتكم أمام هذا الإنجليزي في كأس العالم· بصراحة وبدون خسة، هذا الانتصار نهديه لكم·