يعتبر مدرب المنتخب الإنجليزي الحالي، الإيطالي فابيو كابيلو من أشهر المدربين في كرة القدم العالمية الحديثة، فبالإضافة إلى طريقة تدريبه الفريدة من نوعها، والعصبية والمزاجية التي تميز طبعه، يعتبر فابيو كابيلو من أغنى المدربين في كرة القدم العالمية وأعلاهم أجرا بمرتب يجاوز السبعة ملايين يورو في السنة، نظير خدماته الفريدة من نوعها للمنتخب الإنجليزي الذي لم يشهد مدربا مثله· الكالتشيو وعالم الشهرة فابيو كابيلو مواليد مدينة سان كانسيان بمقاطعة غوريتسيا في إيطاليا 18 جوان ,1946 بدأ حياته كلاعب محترف في فريق سبال في الدرجة الثانية الإيطالية عام 1964 بعدها مباشرة لصالح فريق العاصمة الإيطالية ''أس روما''، حيث رسم لنفسه الشهرة وأصبح اللاعب الأول في الفريق بعد أن استطاع أن ينقذ الفريق من النتائج السيئة التي كان يعاني منها الفريق حينها، هذا التألق الذي أهله لحمل شارة القائد لموسمين متتاليين، السيدة العجوز أو فريق ''جوفنتوس'' كان الوجه الثانية في عالم ''الكالتشيو'' الإيطالي، بعدها إيه سي ميلان الذي بقي فيه إلى غاية اعتزاله اللعب عام 1980 لينتقل عام 1991 لمهمة التدريب، أين كان نادي إيه سي ميلان أول فريق يدربه، حيث حقق معه أربع بطولات في الدوري الإيطالي بطولة دوري أبطال أوروبا عام 1994 ضد فريق برشلونة الإسباني، بعدها فريق العاصمة الثاني نادي روما وحقق معه الدوري الإيطالي موسم 2000 - 2001 ودرب أيضا نادي جوفنتوس الذي أدخله عالم فضائح الكرة المستديرة في قضية التلاعب بنتائج مباريات النادي عام 2006 والذي أجبره على ترك الفريق، لينتقل بعد ذلك إلى الفريق الملكي في إسبانيا ويحقق معه بطولة الدوري الإسباني ويقال من منصبه رغم ذلك· يعتبر كابيلو أحد أفضل مدربي كرة القدم في العالم، ويعرف عنه قسوته على اللاعبين وخاصة اللاعبين الإيطاليين الكبار مثل توتي وديل بيرو، هذه القسوة التي جعلته مكروها لدى العديد من اللاعبين الإيطاليين، وقد استمد سمعته في أوائل التسعينيات في ميلان، إذ قاد الفريق بالكثير من نجوم الكرة آنذاك أمثال باولو مالديني وفرانكو باريسي، وحصلوا على لقب الفريق الذي لا يقهر، حيث لم يهزم الميلان في 58 مباراة في الدوري في الفترة ما بين 1991519 إلى 1993321 وقد تضمنت هذه الفترة موسما كاملا ونصف· عصبي وغريب الأطوار يعتبر الكثير من الفنيين والتقنيين أنه لا يوجد هناك ما هو فني في أسلوبه التدريبي، بل يعتبر إنساناً براغماتياً أكثر من مدرب وكان يفصِّل أسلوبه على قدر اللاعبين الموجودين لديه، لا يهمه شيء في المباراة سوى الفوز، بل كان أكثر من ذلك شديداً مع لاعبيه، لا يتردد في مواجهة حتى كبار النجوم من اللاعبين في فريقه كما كان الحال مع النجم البرازيلي رونالدو في فريق ''أسي ميلانو حين أحرجه بجملة ألا تخجل من كونك سميناً إلى هذا الحد؟'' وكذا دافيد بيكهام في ريال مدريد حين أصر على عدم حاجته لدافيد بيكهام في فريقه بعد تلك اللحظة، التي اجتاحته فيها نوبة من الغضب· ومع ذلك يقول ماركوتي ''كابيلو لا يحمل ضغينة أو أحقاداً، فهو يحكم على الناس فقط من حيث كونهم قادرين على تحقيق الفوز الذي يريده لهم''، حيث شارك بيكهام بعدها في النادي الملكي وساعده على الفوز في الدوري، وبعد ذلك لعب في الفريق الإنجليزي تحت قيادة كابيلو· كابيلو وخارطة جديدة لمنتخب الأسود الثلاثة دخل كابيلو المنتحب الإنجليزي من بابه الواسع، حيث ظل المنتخب الإنجليزي ولعقود طويلة محجوزة تقليديا لشخص إنجليزي، بالإضافة إلى كون مدرب منتخب الإنجليز كان يقتضي عليه أن يتمتع بمحاسن دبلوماسية، هذا الاقتضاء أدى إلى استبعاد أفضل مدرب إنجليزي خلال العقود الأخيرة وهو برايان إيفري ذي العقلية الاستفزازية، حيث قبل كابيلو تدريب المنتخب الإنجليزي وهي الوظيفة التي تلقب غالبا ب ''الوظيفة المستحيلة''، أين غير خطة سير الفريق ككل، ولم يكترث أبدا بما يقوله الإعلام البريطاني في قراراته فوق الميدان، وتجرأ على استبعاد مايكل أوين عن الفريق، وكذا مايكل جيرارد، بالإضافة إلى نجم الكرة الإنجليزية دافيد بيكهام من المنتخب، ضاربا بقانون الشهرة عرض الحائط و الذي لازم المنتخب طويلا، كما قرر إبعاد زوجات وصديقات اللاعبين الإنجليز من معسكر تحضير الفريق لكأس العالم في مدينة روستنبيرج وكذا عن اللاعبين في المونديال الحالي بجنوب إفريقيا· إنجازات تاريخية حقق المدرب فابيو كابيلو مع المنتخب الإنجليزي وبطريقة اللعب الجديدة التي فرضها على المنتخب والتي استبعدت طبيعة اللعب الإنجليزية التقليدية، حيث أصبح الفريق يلعب الآن كرة قدم أوروبية ذكية بل أن الجمهور البريطاني أصبح يقدر اللعبة ويفضلها على السرعة هذا ما جعله يحقق إنجازات هائلة مع المنتخب، حيث فاز فريق كابيلو في 75 بالمائة من المباريات البالغ عددها 24 مباراة وهو إنجاز لم يحققه مدرب قبله على عارضة المنتخب الإنجليزي· وعلى غير عادة المدربين السابقين، يتميز كابيلو بالصمت فيما يتعلق بالسياسة، كما يعتبر من المحافظين الكاثوليكيين، والذي يبتعد كثيرا عن العلاقات الجنسية والعاطفية المشبوهة التي تجعل حياته بعيدة تماما عن صحف الفضائح الإنجليزية التي لا تتوانى في البحث عن مثل هذه الأخبار· مونديال 2010 والإخفاقات المتتالية رشح المنتخب الإنجليزي بقيادة فابيو كابيلو أسابيع قليلة من بداية مونديال 2010 رفقة مجموعة من الفرق للعب الأدوار الأولى، لكن ورغم حظوظ المنتخب الإنجليزي التي لا تزال قائمة في التأهل إلى الدور الثاني في المجموعة التي تضم كل من المنتخب السلوفيني متصدر المجموعة وكل من الولاياتالمتحدةالأمريكية والمنتخب الجزائري، إلا أن طريقة لعب المنتخب الإنجليزي الذي أحرز فقط تعادلين في المباراتين اللتين لعبهما، أصبح محل انتقاد من العديد من الفنيين والتقنيين، وكذا محل جدل واسع من خلال الصحافة الإنجليزية المتخصصة في الرياضة، فلم يظهر المنتخب الإنجليزي بشكله المعتاد في أول مباراة له أمام منتخب الولاياتالمتحدةالأمريكية، ليتعمق جرح الأسود الثلاثة في ثاني مباراة في المونديال ضد المنتخب الوطني الجزائري، التي حقق فيها هذا الأخير تعادلا مبهرا مقارنة بالتاريخ العريق للمنتخب الإنجليزي، والتي اعترف فيها كابيلو بفشله في اختراق دفاع الخضر، تعادلين بطعم الهزيمة للمنتخب الإنجليزي يعمقان الهوة بين الهوليغانز والمنتخب الإنجليزي التي أعادت للكثير انتقادات القيصر الألماني ''فرانك بيكنباور'' للأذهان التي أكدت أن مستوى الانجليز في تدهور وقد عاد إلى طريقة ''كيك أند راش'' القديمة لدى الإنجليز والتي تعني (اضرب الكرة واجر) التي أغضبت كابيلو كثيرا، بل اتهمه واين روني بمحاولة النيل من معنويات الانجليز خوفاً من مواجهتهم المحتملة في الأدوار اللاحقة··