ينتظر الكثير من هواة الكرة المستديرة وعشاق سحرها في شتى أصقاع العالم كل أربع سنوات للتمتع بأداء ألمع نجوم العالم في هذه الميادين الذي أصبح سحرها لا يقاوم، وأصبحت ظاهرت تجتاح كل مجتمعات العالم حتى أكثرها محافظة على التقاليد المتوارثة، وقد شهد بطولة كأس العالم الحالية أفول بعض النجوم المنتظر وسطوع أخرى من أسماء كانت حتى الآن مغمورة· إذا كان الكثير من اللاعبين ونجوم أكثر الرياضات شعبية في العالم قد تحصلوا على فرصة في الظهور والمشاركة فيه، إلا أن العديد منهم لم تتح له الفرصة في ذلك، ومنهم من ودعها مبكرا، فيما استغل الكثير من اللاعبين الشباب الموهوب هذه الفرصة التي لا تعوض أبدا في إبراز إمكانياتهم وخطف الأضواء والنجومية من أولئك المنتظرين سابقا· نجوم بدون منتخبات·· منتخبات بدون نجومها بدون استثناء، ولا يمكن لأحد أن ينكر هذا، فإن أكبر الغائبين على هذه البطولة العالمية هم من الناشطين في أقوى البطولات العالمية وأعرق الأندية الأوربية، وقد يكون على رأسهم مهاجم نادي برشلونة الإسباني، السويدي زلاتان إبراهيموفيتش الذي لم يتمكن من زيارة الحفل العالمي المقام في أول مرة في القارة السمراء، والتمتع به، بعد أن عجز منتخب السويد في حجز تذكرة السفر إلى جنوب إفريقيا، وكذا حرمان العديد من محبيه ومحبي اللعب الجميل من التمتع بفنياته الكروية الهائلة، كما يمكن ذكر وسط ميدان نفس النادي المالي سيدو كايتا الذي أصبح من أبرز نجوم الكرة السمراء، وكذا أعظم حراس المرمى في هذه الفترة التشيكي بيتر تشيك الغائب عن المونديال· إذا كان من سبق ذكرهم لم يتمكنوا من المشاركة بسبب منتخبات بلدانهم الضعيفة - إن صح التعبير - فإن هناك الكثير من النجوم الذين سافر فريق بلادهم إلى جنوب إفريقيا بدون أن يمتطوا هم الطائرة مثل منتخب ''السامبا'' الذي حرم فيها رونالدينيو من المشاركة بعد أن وضع في قائمة الثلاثين لاعب، كما أن نجم المنتخب البرتقالي الهولندي رود فان نيستلروي، لم يتمكن من السفر إلى جنوب إفريقيا، مع كل من الإيطاليين فارانشيسكو توتي ولوكا توني، بالإضافة إلى كل من نجوم ''الديكة'' الفرنسية اللاعب كريم بنزيمة مهاجم ريال مدريد واللاعبان سمير نصري نجم أرسنال الإنجليزي ولاعب خط الوسط باتريك فييرا، ومهاجم نادي ريال مدريد الإسباني راوول غونزاليز· نجوم غادرت المنافسة في بداياتها إذا كان من سبق ذكرهم لم تطأ أقدامهم ملاعب إفريقيا الجنوبية في مونديالها الأول، فقد خرج الكثير من نجوم الكرة العالمية والأوربية خاصة برفقة منتخبات بلدانهم من الباب الضيق وأدوار متقدمة، ولم تسمح لهم الفرصة باكتشاف السحر الجديد للأدوار المتقدمة من مونديال القارة السمراء، حيث غادر كل من نجم نادي تشيلسي الإنجليزي ديديي دروغبا وعبد القادر كايتا نجم نادي غالاتاساراي التركي، ملاعب جنوب إفريقيا رفقة ''الفيلة'' الإيفواريين في الدور الأول من المنافسة رغم الأداء الجيد الذي أدوه في المباريات الأولى، كما غادر نجم الكاميرون ونادي أنتير ميلانو الإيطالي المنافسة سامويل أيتو دون أن يترك أثرا في الدور الأول من المنافسة، مع فرانك ريبيري من جانب فرنسا مع كل من جون لويجي بوفون وكانافارو نجما المنتخب الإيطالي وبطلا العالم في الطبعة الماضية، وكذا كل من الثلاثي لامبارد، روني وجون تيري من المنتخب الإنجليزي الذين غادروا المنافسة بجعبتهم أربعة أهداف كاملة في آخر لقاء ضد المنتخب الألماني في الدور الثاني· ألمع المهاجمون صائمون عن التهديف مع أن الكثير من نجوم العالم في لعبة الكرة المستديرة التي أصبحت أشهر لعبة عرفها التاريخ، إلا أنه لا يزال هناك العديد منهم لا يزالون في المنافسات ولا يزالون يصنعون الفرجة في وجوه الملايين من المتفرجين. ورغم الوعود والآمال المعلقة على عاتقهم خاصة المهاجمين نظرا لتألقهم في نواديهم، إلا أنهم لحد الساعة صام الكثير عنهم عن التهديف على رأسهم الثلاثة مهاجمين الأشهر في العالم أصحاب جائزة الكرة الذهبية في الثلاث سنوات الأخيرة البرازيلي ريكاردو كاكا سنة ,2008 مهاجم النادي الملكي البرتغالي كريستيانو رونالدو سنة 2009 وكذا الأرجنتيني ليونيل ميسي 2010 الذين صاموا عن التهديف، رغم أن رونالدو وميسي سيطرا على معظم أهداف ناديهما (برشلونة وريال مدريد) في البطولة الإسبانية، ويعتبر الثالث من أبرز هدافي نادي ميلون أسي والبطولة الإيطالية ككل، إلا أنهم ولحد الساعة لم يقوما بدورهما المنوط لهما في منتخبات بلدانهم، حتى أن مدرب منتخب الأرجنتين في تصريحات له منزعج من فقدان ليونيل ميسي لشهية التهديف، كما هي عليه في البطولة الإسبانية مع ناديه برشلونة· شباب يتألقون ويخطفون الأضواء بعيدا عن كل هذه الأسماء المعروفة والمنتظرة في هذه المنافسة العالمية، تألقت الكثير من الأسماء والوجوه التي لم يكن ينتظرها المشجعون، حيث لفت شباب المنتخب الغاني الذي يعتبر أصغر المنتخبات المشاركة في المونديال النظر، وخطف بلعبه النظيف بقيادة المدرب الصربي ميلوفان راييفاتش الأضواء من أقوى المنتخبات العالمية، حيث كان كل من أندريه أيو المهاجم الأيسر صاحب ال20 عامًا، ونجل الأسطورة الغانية أبيدي بيليه الرئة اليسرى للهجوم الغاني ويصعب جدًا إيقافه، كما كان برينس بواتينج الذي لا يتجاوز ال 23 ربيعًا ذو مهارة وقدرة عالية في السيطرة على الكرة والاستلام تحت الضغط وكذلك تنفيذ الضغط الدفاعي على المنافس واستخلاص الكرة، بالإضافة إلى المهاجم القناص جيان أسامواه الذين يعتبرون نجوم ودعائم كتيبة النجوم السمراء، خاصة بعد تغلبه في الدور الثاني على المنتخب الأمريكي الذي وصل إلى النهائي في كأس القارات مؤخرا. كما عصفت رياح شباب الألمان ثالث أصغر المنتخبات في كأس العالم على غريمه التقليدي المنتخب الإنجليزي، وتغلب رفقاء هناك توماس مولر (20 عاماً) وهولغر بادشتوبر (21 عاماً) لاعبا بايرن ميونيخ كذلك مسعود أوزيل (21 عاما) لاعب فيردر بريمن بأدائهم الراقي ورغبتهم الشابة في الفوز على الخبرة الإنجليزية بأربعة أهداف كاملةو ليعلن خروجه من المنافسة العالمية في الدور الثاني· من الجانب الفردي، فقد اهتم الكثير من مكتشفي المواهب وصيادي المواهب الشابة بالألماني ذو الأصل التركي مسعود أوزيل، الذي خطف الأضواء بقدرته الهجومية ومهاراته في التحكم في الكرة، كما صبت أضواء أكبر الأندية الأوربية في وجه وسط الميدان الهجومي باستوري الذي تألق مع المنتخب الأرجنتيني، كما خطف الحارس الجديد للمنتخب الجزائري رايس مبولحي الأضواء في المباراتين اللتين لعبهما ضد إنجلترا والولايات المتحدةالأمريكية، والتي أثنى عليها الكثير من الفنيين والمدربين، خاصة بعد أن كانت محل اهتمام نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي قبل بداية المونديال، ما تجعل أسهمه في بورصة الانتقالات ترتفع·