كثر الحديث في الفترة المتزامنة مع كأس العالم المقامة حاليا بجنوب إفريقيا عن بعض التصرفات التي من شأنها أن تفسد هذا الحفل الكروي الإفريقي. ورغم التنظيم المحكم الذي أشادت به العديد من البعثات الرياضية والصحافية، إلا أن الكثير منها أيضا ذكرت تعرّضها إلى سرقة لأغراضها سواء في الفنادق أو الأماكن العامة· مقر ''الفيفا'' لم يسلم ولعل أبرز تلك السرقات التي تحدثت عنها وسائل إعلام عالمية هي اقتحام مقر مخصص لمسؤولي الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) في جوهانسبورج خلال بطولة كأس العالم المقامة حاليا في البلاد، حيث أكد الجنرال بيكي سيلي، مفوض الشرطة الوطنية في جنوب إفريقيا، مصرحا ''نعم، نعلم بوقوع عملية سطو هناك، ونحقق في هذا الأمر''، مضيفا أن اللصوص ''سرقوا سبعة نماذج مقلدة لكأس العالم وسترتين من المقر، إننا ميالون لتصديق أن السرقة جاءت من أشخاص مطلعين للغاية على المقر المخصص للفيفا''· المنتخبات تسرق في مقرات إقامتها من جانب آخر، تعرضت بعثة اليونان قبل ذلك إلى عملية سطو، حيث تم اقتحام الفندق الذي تقيم فيه بعثة المنتخب اليوناني لكرة القدم وسرقوا نحو ألفي دولار من ثلاثة من لاعبي الفريق، وهم أنجيلوس كاريستياس وسوتيريوس نينيس وجورجيوس ساماراس لاعبي الفريق في فندق ''بفرلي هيلز'' بمدينة ديربان، لكن مسؤولي المنتخب اليوناني قرروا عدم توجيه اتهامات، كما طالت أيضا عمليات لاعب الأرجنتين سابقا باتيستوتا، حيث تعرض الهداف الأرجنتيني الدولي السابق غابرييل باتيستوتا، للسرقة في جنوب إفريقيا على الرغم من إقامته في نفس الفندق مع جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا). وأوضحت الصحف أن غرفة باتيستوتا في الفندق الكائن ببلدة ساندتون شمال جوهانسبورغ، تمت سرقتها، فيما أعلنت اللجنة المنظمة لمونديال جنوب إفريقيا الحالي أن هذا الأمر شأن يخص الشرطة ولا يتعلق بها· صحفيون ومصورون يجردون من معداتهم وبعيدا عن البعثات الرياضية، فقد تعرض العديد من الصحفيين المتواجدون في جنوب إفريقيا للسرقة، حيث ذكرت وسائل أنباء صينية أن أربعة صحفيين صينيين يغطون أحداث نهائيات بطولة كأس العالم لكرة القدم بجنوب إفريقيا سُرقت منهم كاميرا وأموال نقدية في أحد شوارع جوهانسبورج، حيث تعرضوا لاعتداء من قبل عدة أشخاص مسلحين من أصحاب البشرة السمراء. يأتي هذا في أعقاب تعرض ثلاثة صحفيين أجانب آخرين، برتغاليين وإسباني، لحادث سطو مسلح في غرفهم في مقر إقامتهم بجنوب إفريقيا. وقال متحدث رسمي باسم الشرطة، إن أحد الصحفيين الثلاثة أُجبر على النوم على الأرض تحت تهديد السلاح، حيث قام اللصوص بسرقة غرفته في الشاليه الذي كان يقيم فيه بمدينة ماجاليسبرج شمال غرب جوهانسبورج، كما كان آخر الضحايا -حسب وكالات الأنباء العالمية- طاقم صحفي لمحطة تلفزيونية نيوزيلاندية، حيث أكد متحدث باسم شرطة مدينة راستنبرغ عملية السرقة، لكنه تحفظ عن ذكر قيمة المفقودات التي تقدر ب 70 ألف دولار أمريكي، حسب ما أعلن عنه التلفزيون النيوزيلندي ''تي في أن زي'' في موقعه الإلكتروني· السلطات تحقق في السرقات أكد السلطات الأمنية أن إلقاء القبض على إجمالي 316 شخصا على خلفية جرائم تتعلق بالبطولة، وفي مقدمتها سرقة هواتف جوالة وآلات تصوير وأجهزة كمبيوتر محمولة، وأضافت أن حوالي 207 أشخاص من هؤلاء الذين ألقي القبض عليهم من مواطني جنوب إفريقيا، بالإضافة إلى 8 بريطانيين و9 جزائريين و11 إثيوبيا ونيجيريين و6 مواطنين من كل من موزمبيق وزيمبابوي وباكستان والولايات المتحدة، كما ألقت القبض على 33 شخصا آخرين فيما يتعلق بالاتجار في التذاكر·