تتوجه الأنظار، اليوم، إلى معركة خط الوسط التي ستضع نجمي هولندا ويسلي شنايدر واريين روبين في مواجهة نجمي إسبانيا تشافي هرنانديز واندريس إنييستا، وذلك في نهائي مونديال جنوب إفريقيا 2010 الذي سيشهد تتويج بطل جديد على عرش الكرة المستديرة، فلمن ستكون الغلبة في هذه المعركة ''المفتاح'' للفوز باللقب المرموق؟ تشافي هيرنانديز مواهب متعددة فوق الميدان لاعب الوسط الذي يقوم بصناعة الألعاب في صفوف برشلونة منذ أكثر من عقد من الزمن تشافي هرنانديز، ليس مجرد ممر جيد للكرة فحسب، فإلى جانب رؤيته الثاقبة وخياله في وسط الملعب، فإنه يبذل جهودا خارقة ولا يتردد بالواجب الدفاعي أيضا، ويستطيع أن يشغل أي مركز في وسط الملعب، يمتاز بتسديدات قوية ودائما ما يساهم بكثير من الأهداف لفريقه· يجيد تسديد الكرات الثابتة، ويستطيع التأثير كثيرا على زملائه في برشلونة أو في صفوف منتخب بلاده· إنييستا القلب النابض للإسبان بدوره، التحق أنييستا الذي لا يقل شأنا عن زميله بأكاديمية النادي الكاتالوني حين كان في الثانية عشرة من عمره، وقد أظهر ابن مدينة الباسيتي منذ تلك الفترة قدرة هائلة على التحكم في الكرة وسط الميدان، وعن ذكاء خارق للعادة· يمتاز أنييستا بالقدرة على شغل العديد من المراكز في وسط الملعب، إذ بإمكانه اللعب على الأطراف وفي المحور، ويتميز بسرعته ونظرته الثاقبة وحدسه المتقد· فاجأ مدرب إسبانيا السابق لويس أراغونيس الجميع عندما استدعى أنييستا إلى تشكيلة المنتخب الأول للمشاركة معه في نهائيات مونديال ألمانيا 2006 وهو منحه مباراته الدولية الأولى خلال لقاء ودي استعدادي عندما أدخله في الشوط الثاني أمام روسيا في 27 ماي، وهو لم يغب عن ''لافوريا روخا'' منذ حينها، لكن الإصابة حرمته من المشاركة في كأس القارات التي أقيمت العام الماضي في جنوب إفريقيا، حيث خرج منتخب بلاده من الدور نصف النهائي على يد الولاياتالمتحدة، وهي كادت أن تحرمه أيضا من المشاركة في مونديال جنوب إفريقيا، لكنه تعافى في الوقت المناسب ليكون إلى جانب تشافي وزملائه الآخرين، ثم أصيب مجددا في المباراة الأولى أمام سويسرا، ما أجبره على عدم المشاركة في الثانية أمام هندوراس (2-صفر) لكنه عاد في الثالثة الحاسمة أمام تشيلي (2-1) وسجل الهدف الثاني ليؤمن تأهل بلاده إلى الدور الثاني· ويأمل اللاعب الذي أطلق عليه لقب ''ال ايلوزيونيستا'' (الساحر) أو ''سيريبرو'' (المخ) أن يواصل مشواره على المنوال ذاته، لأنه وتشافي القلب النابض الذي بإمكانه أن يحمل منتخب بلادهما إلى حلم الانضمام لنخبة المنتخبات التي رفعت الكأس المرموقة· شنايدر بطل هولندا الأول إذا كان تشافي وأنييستا القلب النابض لإسبانيا، فإن شنايدر هو ''بطل'' هولندا بامتياز، لأنه لعب الدور الأساسي في وصولها إلى مباراة الحلم بتسجيله خمسة أهداف حتى الآن، بينها ثنائية في مرمى البرازيل (2-1) خلال الدور ربع النهائي، ثم هدف التقدم الثاني على الأوروغواي (3-2) في الدور نصف النهائي ليقود ''البرتقالي'' إلى النهائي للمرة الأولى منذ 32 عاما· قد لا يكون شنايدر بحجم هالة النجومية التي تمتع بها يوهان كرويف ويوهان نيسكينز او ماركو فان باستن، لكنه أصبح النجم الذي سيتذكره العالم بأنه أسقط المنتخب البرازيلي في موقعة ''نيسلون مانديلا باي'' في بورت اليزابيث وأطاح بأبطال العالم خمس مرات وحمل بلاده إلى الدور نصف النهائي، ثم إلى النهائي بمساعدة روبين والقائد جيوفاني فان برونكهورست· روبين الظاهرة الذي وعد ووفى وينطبق ذات الأمر على روبين الذي كافح ليكون جاهزا إلى جانب زملائه بعدما اعتقد الجميع أن منتخب ''الطواحين'' سيفتقد أهم أسلحته الفتاكة بعد تعرضه للإصابة في المباراة التحضيرية ضد المجر (6-1) والتي سجل خلالها هدفين قبل أن يتعرّض للنكسة التي كادت تحرمه من التواجد مع ''البرتقالي'' في حملته التاسعة في النهائيات· وعد الجناح السريع بأن يقاتل من أجل أن يتعافى من الإصابة والمشاركة مع منتخب بلاده، وقد راهن مدربه بيرت فان مارفييك على هذا التعهد وأبقاه ضمن التشكيلة دون أن يستخدم خيار استبداله بلاعب آخر· كان أمام روبين ثلاثة أسابيع من أجل الشفاء تماما من الإصابة، وعلق آماله على تمكن منتخب بلاده من تخطي حاجز الدور الأول لكي يواصل معه المشوار انطلاقا من الثاني، وقد نجح في رهانه على عزيمته وإصراره وتعافى من الإصابة وسجل عودته إلى المنتخب حتى قبل الدور الثاني عندما شارك في الدقائق العشرين الأخيرة من مباراة الجولة الثالثة الأخيرة من الدور الأول أمام الكاميرون (2-1) ونجح في ترك لمسته سريعا عندما لعب دورا أساسيا في الهدف الثاني الذي سجله يان كلاس هونتيلار، لأن الأخير تابع كرة سددها نجم بايرن ميونيخ الألماني في القائم الأيمن· ثم أكد روبين حجم أهميته في المنتخب البرتقالي عندما شارك أساسيا في مباراة الدور الثاني أمام سلوفاكيا (2-1) وسجل الهدف الأول الذي مهد الطريق أمام منتخبه من أجل حجز مقعده في الدور ربع النهائي، ثم أضاف هدفه الثاني في مواجهة الدور نصف النهائي عندما أكد تأهل منتخب بلاده إلى النهائي بتسجيله الهدف الثالث في مرمى الأوروغواي·