في الوقت الذي تستمر فيه تحذيرات الخارجية الفرنسية لمواطنيها بتفادي الوجهات السياحية في منطقة الساحل الإفريقي، بما فيها الجنوب الجزائري، جاءت تأكيدات القائمين على الوكالات السياحية الفرنسية بالتغاضي عن تعليمات الخارجية، في إشارة إلى أن المناطق المعنية بالتحذير تستمر في استقطاب أعداد كبيرة من السياح، خاصة في موسم نهاية السنة· وقد عبّر مجموعة من القائمين على الوكالات السياحية في مقدمتهم وكالة '' بوانت أفريك'' التي شكلت تجمعا للوكالات الرافضة للتحذير الحكومي، عن عزمهم الاستمرار في تقديم الخدمات للزبائن، مادام هناك من يقدم على هذه الوجهات· وقد أكد فرانسيس بلايك، المتحدث باسم تجمع الوكالات السياحية الفرنسية الناشطة في منطقة الساحل الإفريقي أن الدعاية المغرضة التي تقوم بها الخارجية الفرنسية مبالغ فيها، على اعتبار أن العمل الميداني في المناطق المحظورة من وجهة نظر فرنسا الرسمية لا تنذر بالخطورة المراد تصويرها في الإعلام الفرنسي· في إشارة إلى أن مدينتي جانيت وتمنراست بالجنوب الجزائري، هما الوجهتان الأكثر استقطابا للسياح الفرنسيين في الجزائر، تتوفران على الأمن والشروط اللازمة لاستمرار النشاط السياحي، وهو ما يؤكده الإقبال الكبير للسياح في موسم نهاية السنة· بهذا الخصوص أشار المتحدث أن الوكالات المعنية شرعن في وضع قائمة للمعتادين على تمضية مناسبة رأس السنة بالصحراء الجزائرية، على اعتبار أن هذه الوجهات الصحراوية تشكل أهم وجهة في حجم أعمال هذه الوكالات المتخصصة بالمناطق الصحراوية، حيث أن الأرباح الحقيقية لهذا الوكالات يكون في موسم نهاية السنة في منطقة الساحل، بدرجة أكبر في الجنوب الجزائري· من جهة أخرى ذهب العديد من القائمين على الوكالات السياحية المتخصصة في الوجهات الصحراوية بمنطقة الساحل إلى أن الدعاية التي تقوم بها الخارجية الفرنسية، إنما الغرض منها سياسي بالدرجة الأولى ولا علاقة له بحقيقة التهديد على أرض الواقع· في السياق ذاته أشار فرانسيس بلايك أنه في حال حرص فرنسا على مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل، إلا أنه لا يمكن التخلّي عنها اقتصاديا والسماح بتفريغ المنطقة وجعلها منطقة محظورة·