انتقلت مسألة ثبوت دخول شهر رمضان، من الجدل بين الفقهاء من جهة، والفلكيين من جهة أخرى، إلى الجدل بين علماء الفلك أنفسهم، ومازالت بداية شهر الصوم ملتبسة· ففي وقت أعلنت فيه جمعية ''الشعرى'' الفلكية عن طريق رئيسها الدكتور جمال ميموني أن أول أيام شهر رمضان سيكون يوم الخميس من شهر أوت الحالي، بسبب ما قال عنه ''استحالة ثبوت الرؤية'' يوم 10 من الشهر نفسه، وبالتالي فإننا نضطر إلى إتمام اليوم الثلاثين من شعبان، ويقول الدكتور ميموني إن تفسير الأمر من الناحية الفلكية العلمية أن ولادة القمر ستكون في الساعة الرابعة صباحا بتوقيت الجزائر، ويؤدي ذلك إلى استحالة الرؤية، ولا يمكن رؤية الهلال إلا في مناطق أمريكا الجنوبية· ويبدو كلام الدكتور جمال ميموني، رئيس جمعية ''الشعرى'' الفلكية، مقنعا من الناحية العلمية، لكن الدكتور لوط بوناطيرو العالم الفلكي المعروف، يذهب إلى عكس ذلك تماما ويؤكد في تصريح ل ''الجزائر نيوز'' أن جمهور علماء الفلك في العالم ونتائج أبحاثهم متوفرة على الأنترنت يجمعون على أن أول أيام رمضان ستكون علميا يوم الأربعاء 11 أوت، ويؤكد أن الاقتران سيتم في حدود الرابعة وسبع دقائق صباحا من يوم العاشر من شهر أوت، وأن غروب الشمس من اليوم نفسه سيكون في حدود السابعة مساء وخمسين دقيقة، وعليه فإن الدكتور لوط بوناطيرو يؤكد أن الوقت كافٍ لابتعاد الشمس عن القمر بتسع درجات، وهي زاوية كافية لرؤية الهلال في مختلف أرجاء العالم· وتعليقا عن نتائج أبحاث جمعية ''الشعرى'' التي ترى عكس ذلك من منظور علمي أيضا، قال الدكتور لوط بوناطيرو ل ''الجزائر نيوز'' إن حساب جمعية ''الشعرى'' خاطئ، وفي كل مناسبة يثبت خطأ المنهج الذين يعتمدونه، وعليهم مراجعة حساباتهم لأن -حسب بوناطيرو- كل علماء الفلك في العالم اتفقوا هذه المرة على أن أول أيام رمضان سيكون يوم 11 من هذا الشهر·