علمت ''الجزائر نيوز'' من مصادر مؤكدة، أن الأمير الوطني للجماعة السلفية للدعوة والقتال، عبد المالك درودكال المكنى ''أبو مصعب عبد الودود'' قام مؤخرا بتدعيم كتيبته المعروفة ب ''كتيبة درودكال'' بعناصر إرهابية تم استقدامها من كتيبتي الأنصار والنور، قصد تحقيق فارق عددي كبير مقارنة بالكتائب الأخرى، بهدف حماية نفسه بعدما هدده بعض أتباعه من عملية التصفية وإطاحته من على رأس ما يسمى ب ''القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي''· تشير المعطيات التي تحصلت عليها ''الجزائر نيوز'' من مصادر لها صلة بملف مكافحة الإرهاب، إلى أن أحد الإرهابيين التائبين مؤخرا أدلى لمصالح الأمن خلال عملية التحقيق بمعلومات تفيد بأن عبد المالك درودكال يبذل حاليا كل ما أتيح له من قوة لأجل الحفاظ على حياته وعلى مكانته كمسؤول أول عن التنظيم الإرهابي في الجزائر، ويعمل كل ما في وسعه لإفشال مخطط بعض أتباعه من قياديين وأمراء من بقايا ''الجيا'' الذين يسعون لتصفيته والإطاحة به من منصبه كأمير وطني للجماعة السلفية للدعوة والقتال، بعد أن أُتهم بفشله الذريع في تسيير الجماعة السلفية خلال فترة إمارته وعلى جميع الأصعدة· وفي هذا الإطار، أشارت مصادرنا إلى أن الإرهابي التائب كشف أن أبو مصعب عبد الودود قام مؤخرا باستقدام عدد معتبر من العناصر الإرهابية الذين ينشطون تحت لواء كتيبتي ''الأنصار'' و''النور'' إلى كتيبته المعروفة ب ''كتيبة درودكال''، مؤكدا أن معظم الذين استقدمهم إلى كتيبته يتمتعون بمراكز قيادية وموالين لدرودكال ولأفكاره ومنهجه، وحسب اعترافات ذات الإرهابي، فإن درودكال اعتمد أكثر في عملية اختيار العناصر الإرهابية التي دعّم بها كتيبته على عامل الثقة بالدرجة الأولى، وتخلى عن عامل الأقدمية كونه يدرك أن الذين يريدون تصفيته هم من بقايا الجماعة الإسلامية المسلحة المعروفة ب ''الجيا''· وحسب المعلومات المتوفرة لدينا، والتي أدلى بها ذات الإرهابي التائب، فإن عبد المالك درودكال لم يقم فقط بتدعيم كتيبته، بل قرر كذلك مضاعفة عدد العناصر الإرهابية المتنقلة مع فرقته، قصد حمايته وتشديد الحراسة عليه خلال تنقلاته في الغابات والجبال· وحسب مصادرنا، فالمكنى ''أبو مصعب عبد الودود'' أقدم على عزل بعض الإرهابيين القدامى الذين لا يزالون إلى يومنا هذا يؤمنون بأفكار ومنهج ''الجيا'' من كتيبته بعدما نشطوا تحت لوائها منذ إنشائها بعدما تولى إمارة التنظيم الإرهابي، خلفا للأمير نبيل صحراوي المكنى ''أبو مصطفى'' الذي قضت عليه قوات الجيش سنة 2004 بغابات القصر ببجاية إثر عملية تمشيط، وقام بتحويلهم إلى الكتائب الأخرى ومعظمهم تم تنصيبهم في السرايا التي تحتوي على عدد قليل من العناصر الإرهابية، وهذا قصد التقليص من صلاحياتهم وقراراتهم· إلى جانب ذلك، واستنادا إلى المصدر الذي أورد الخبر، فإن درودكال قرر عدم اعلام العناصر الإرهابية بمكان تواجده ولا بالمسالك والطرق الغابية التي يسلكها ولا حتى بأوقات التنقل أو التحرك، ويقتصر ذلك فقط على حراسه ورفقائه القياديين الذين أوكلت لهم مهمة حمايته· كما أضافت ذات المصادر، أن عبد الودود يحاول حاليا قدر المستطاع تجنب لقائه بالإرهابيين العاديين والبسطاء لمنع تسرب المعلومات حول تردي وضعيته الصحية بهدف الحفاظ على استقرار صفوف التنظيم الإرهابي، ويعتمد في ذلك على وسطاء من الإرهابيين القياديين لتوصيل الأوامر والقرارات· هذا، وقد فسر بعض المتتبعين للشأن الأمني أن قرار درودكال المتمثل في عزل بقايا ''الجيا'' عن كتيبته وإبعادهم من قربه، سيحدث دون شك فتنة جديدة بين الإرهابيين، وسيساهم في اتساع فجوة الخلافات الداخلية بين الإرهابيين، وتفاقم ظاهرة غياب الثقة فيما بينهم، ليجد عبد المالك درودكال نفسه أمام محاولة تنظيم صفوفه من جديد عوض العمل على تجاوز العقبات والمشاكل والأزمات المتكررة التي يعانيها ما يسمى ب ''القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي''·