أفادت مصادر أمنية مطلعة ل''الجزائر نيوز'' أن اشتباكا عنيفا اندلع، ليلة أول أمس، بحدود الساعة الثامنة ليلا بغابات أمجوظ، التي تبعد بحوالي 52 كلم جنوب مدينة تيزي وزو، وبالضبط على مستوى وادي ''أزرو نعمار'' الذي يفصل بلدية معاتقة وبلدية بني زمنزار· وأكدت مصادرنا أن الاشتباك دام حوالي 20 دقيقة، تبين فيما بعد أن الأمر يتعلق بدخول بعض العناصر الإرهابية الناشطة تحت لواء كتيبة الأنصار في الاقتتال فيما بينهم· السبب الرئيسي في هذا الاشتباك يعود - حسب المصدر الذي أورد الخبر - إلى وجود خلاف جديد وحاد بين قيادة كتيبة الأنصار والعناصر الإرهابية البسيطة التابعة لها حول توزيع الأموال التي جمعها عناصر كتيبة النور المختصة في جمع الأموال بمنطقة القبائل من عمليات الاختطافات والحواجز المزيفة ومختلف عمليات التجريد التي تم تنفيذها في عدة قرى ولاية تيزي وزو، لتقوم كتيبة النور بتحويلها إلى كتيبة الأنصار، هذه الأخيرة تقوم بتوزيعها على مختلف السرايا والكتائب، وهذا بعد استشارة القيادة العامة لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، من بينهم الأمير الوطني أبو مصعب عبد الودود واسمه الحقيقي عبد المالك درودكال· وأكد ذات المصدر الأمني، أن أحد الإرهابيين التائبين منذ أسبوعين بمنطقة القبائل، كشف لمصالح الأمن خلال عملية التحقيق، الأمير الوطني لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي عبد المالك درودكال، أصدر أمرا ينص على عدم توزيع أموال السلفية على الإرهابيين هذه السنة كون التنظيم الإرهابي في الجزائر يعيش أزمة مالية خانقة، وأضاف ذات الإرهابي التائب أنه خلال نهاية كل سنة يقوم التنظيم الإرهابي بتوزيع بعض المستحقات المالية للإرهابيين وتقديمها لذويهم، لكن هذه السنة ستكون عكس سابقتها نظرا للصعوبات التي يواجهها التنظيم الإرهابي في الجزائر في الحصول على الأموال، وقد سبق وأن أكد نفس الإرهابي التائب لمصالح الأمن، منذ عشرة أيام، أن كل المؤشرات في معاقل الإرهابيين بمناطق كل من جنوب وغرب، وجنوب غرب تيزي وزو، توحي بأن عناصر كتيبة الأنصار سيدخلون في اشتباك واقتتال فيما بينهم قبل نهاية السنة الجارية، بعدما عجزوا عن إيجاد حل نهائي لخلافهم الداخلي حول توزيع الأموال· وحسب ما صرح به ذات الإرهابي، فإن العناصر الإرهابية البسيطة أعلنت عن رفضها المطلق لقرار درودكال، مضيفا أن الذين التحقوا مؤخرا بصفوف الجماعة السلفية للدعوة والقتال بمنطقة القبائل مصرون على الحصول على أموالهم قبل نهاية السنة الجارية، وهددوا بالتمرد على درودكال في حالة عدم إيجاد حل للأزمة· وكشف نفس الإرهابي التائب أن هؤلاء الإرهابيين الرافضون لقرار درودكال معظمهم من العناصر الجديدة التي التحقت بصفوف الجماعة السلفية للدعوة والقتال بين فترة 2006 و2009 بعدما أغراهم درودكال بمبالغ مالية خيالية التي سيتسلمونها نهاية كل سنة، ليتأكدوا مؤخرا بعد قرار منع توزيع الأموال أن العملية لا أساس لها من الصحة، وأن كل الوعود التي قدمها لهم درودكال كاذبة، وأنه أراد فقط توريطهم في التنظيم الإرهابي وتدعيم صفوفه، وأن كل ما يروج له عبر بياناته ومنتدياته في الأنترنت كاذب أيضا، يريد بها فقط تغليط الشباب· وفي هذا الإطار، أكد ذات المصدر الأمني أن دخول عناصر كتيبة الأنصار في الاقتتال، ليلة أول أمس، بغابات أمجوظ كشفت عن حقيقة المعلومات التي أدلى بها الإرهابي التائب، وأكدت أن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي يواجه من يوم لآخر، ومن فترة لأخرى، أزمات جديدة، حيث وأمام صراعهم واقتتالهم لأجل الحصول على المال الذي تعتبره مصادر أمنية نزيفا جديدا يضاف إلى الأزمات الداخلية التي يعيشها، مؤخرا، تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، وهذا بعد دخول عناصر مختلف السرايا والكتائب في مرحلة الاقتتال بسبب عدة أسباب على غرار البحث عن الأماكن القيادية والزعامة وفقدان الثقة فيما بين الإرهابيين لاسيما بين العناصر البسيطة والعناصر القيادية· ويرى المتتبعون للشأن الأمني أن هذه الأزمة الجديدة التي يشهدها تنظيم درودكال في صفوفه والمتمثلة في مطالبة الإرهابيين بمستحقاتهم المالية، تجعله عاجزا عن حلها خصوصا وأن تنظيمهم في حد ذاته يعيش أزمة مالية خانقة، وأن كل منابع التمويل بالمال والمعلومات تكاد تجف، لاسيما مع شدة الحصار والطوق الأمني الذي فرضته مختلف التشكيلات الأمنية على مستوى مختلف مناطق البلاد·