علمت ''الجزائرنيوز'' من مصادر متطابقة أن تحقيقات أمنية حديثة كشفت أن الأمير الوطني لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي عبد المالك درودكال المكنى أبو مصعب عبد الودود حذر مؤخرا أتباعه لتجنب كل أنواع المواجهات مع سكان منطقة القبائل بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، خصوصا مع سكان ولاية تيزي وزو· وهذا نظرا للموجة الكبيرة التي شنها سكان تيزي وزو مؤخرا ضد الإرهابيين ولاحباط عمليات الاختطاف وعمليات تجريد السكان من ممتلكاتهم· استنادا إلى مصادر متطابقة، فإن مجموعة من الإرهابيين التائبين والموقوفين مؤخرا بمنطقة القبائل أدلوا لمصالح الأمن خلال عمليات التحقيق أن عبد المالك درودكال تأثر كثيرا بالدرس البالغ الأهمية الذي لقنه إياه سكان 38 قرية ببلدية إفليسن بتيفزيرت يوم الفاتح من شهر نوفمبر المنصرم حين أرغموا الجماعة الإرهابية التي اختطفت الشاب المدعو ''تالمات قاضي عبد الله'' وهو مسير مطعم بالمنطقة على إطلاق سراحه بعد يومين فقط من اختطافه، دون دفع الفدية التي طلبها الإرهابيون من عائلة الضحية والمقدرة ب 700 مليون سنتيم، وهذا بعد خروج الآلاف من سكان 38 قرية على متن 576 سيارة بقيادة أعيان جمعية القرية المعروفة ب''ثاجمعث''، وهذا في الفاتح من نوفمبر التاريخي المتزامن لحفلات إحياء الملايين من الجزائريين لتاريخ اندلاع الثورة التحريرية، حيث هددوا بمهاجمة كل أماكن وجود الإرهابيين الذين يتخذون من منطقة القبائل معاقل رئيسية لهم، مستعملين مكبرات الصوت، وهذه العملية تعتبر سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ العنف المسلح في الجزائر· وكشف هؤلاء التائبين أن هذه العملية خلقت رعبا وارتباكا كبيرا في صفوف قيادة تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي بما في ذلك نفسية الأمير الوطني عبد المالك درودكال، مؤكدين أن هذا الأخير شعر بخوف وقلق شديدين، حيث سارع في الحين إلى توجيه أوامر للإرهابيين المختطفين يأمرهم بإطلاق سراح الرهينة فورا ودون دفع فدية نظرا لخطورة وحساسية الوضع. وفي نفس الإطار، وحسب المعلومات المتوفرة لدينا، فقد أعلم أحد الإرهابيين التائبين لمصالح الأمن أن بعد أسبوع فقط من العملية البطولية لسكان إفليسن، عقد أبو مصعب عبد الودود اجتماعا طارئا مع أتباعه القياديين من أمراء كتائب وسرايا منطقة القبائل على مستوى غابات أكفادو المتواجدة أقصى شرق تيزي وزو والمحاذية لغابات ايعكوران، وحذرهم من الدخول في مواجهات مع سكان تيزي وزو· إلى جانب ذلك، علمنا من نفس المصادر التي أوردت هذه المعلومات، أن عبد المالك درودكال أمر أتباعه خلال نفس الاجتماع الذي عقده بغابات أكفادو بأن يعمل الإرهابيون على جمع كل المعلومات اللازمة عن الشخصيات المستهدفة بالاختطاف، وخصوصا فيما يخص مكانتهم في المجتمع وعلاقتهم مع المواطنين، وطلب منهم عدم تنفيذ عمليات الاختطاف ضد أشخاص يملكون شعبية في المجتمع القبائلي تخوفا من إعادة سيناريو إفليسن· وحسب تحليلات بعض المتتبعين للشأن الأمني في منطقة القبائل فالجماعة السلفية للدعوة والقتال أكدت باعترافات قيادييها أنها حقا تعيش ضعفا كبيرا وفي كل الميادين، على غرار الميدان العسكري بتراجع عدد عناصرها ونقص الأسلحة والمال والمؤن والمعلومات، عكس ما كان عليه التنظيم الإرهابي في عهد االجياب الذي يرتكب مجازر في حق المدنيين الأبرياء بالمئات دون الخوف· وحسب المتتبعين للشأن الأمني دائما، فاعترافات درودكال الأخيرة تؤكد أن التنظيم الإرهابي في الجزائري يلعب آخر أوراقه في منطقة القبائل·