1 مصباح كاشف في الركن، المروحة تدور·· وعيناها تدوران، تميل برأسها يمينا ثم شمالا؛ لا وجود لأمها أو والدها، ليس هناك إلا الرجل الشرير ورجال آخرون يدخلون ويخرجون· وثمة شخص يتغير شكله في كل مرة ربما يكون مختلا عقليا، وآخر كان يخفي وجهه· 2 الحجرة رطبة وبها رائحة كريهة، والخوف يتنامى داخلها بسرعة· كانت الضحكات العالية في رواق الفندق تتناهى إلى مسمعها مخلوطة بصوت أنشودة شجي، فيرتعش جسدها النحيل·· يا رب أين أنا، ماذا ينتظرني؟ وكيف يمكننني الخروج من هذا الكابوس؟؟؟ إنني داخل عالم مجهول ولا إشارة تدل على أنني سأخرج منه سالمة· واقترب منها الرجل المتوحش·· 3 عادة ما تكون صورة الرجل المتوحش مرتبطة في أذهان الناس بذلك الشخص الغامض ذي المعطف الرمادي، وهو يعرج أثناء مشيته وقت المساء فيكون لخطواته الثقيلة وقع مريب يعمق صداه منظر حذائه السميك على رصيف حجري مبلّل في زقاق مظلم داكن هجره سكانه أو أن سكانه ينعمون بدفء سخي ولا يدرون شيئا عما يجري خلف أبواب بيوتهم· وتكون الضحية عادة فتاة في سن الورد، يقتحم عليها الرجل المتوحش غرفتها فجأة، ثم يرتسم شبحه في مستطيل من الضوء، يتقدم خطوات ويقف· يضع عكازه على طاولتها ويتقدم خطوة واحدة برجله الخشبية فيلمع البرق وتظهر إحدى عينيه مغطاة بعصابة سوداء· وهكذا يدمر حياة الفتاة الصغيرة، ثم يختفي دون أن يتمكن أحد من اللحاق به؛ إنه يمشي لكنه يفلت بسرعة من أنظار الجميع، وبعد ذلك يبقى لغزا تتركب عليه أحداث لاحقة· أظن أنني لم أحسن الوصف فقد تحدثت عن صورة الرجل الغامض وليس الرجل المتوحش· لكن الذي اعتدى على الجزائرية سارة الخطيب في الأراضي المقدسة وقتلها كان متوحشا ومغتصبا وشريرا وغامضا وشديد القسوة، وكان ينعم بالجهل المقدس، وقد اختفى بالفعل عن الأنظار بعد أن سلبها حياتها· ولم يكن معطفه رماديا ولا رجله خشبية، ولم تكن إحدى عينيه مقتلعة تغطي مكانها لصقة القراصنة ولم يكن يحمل عكازا، بل كان بهيئة رجل ككل الناس·