قرية ثاوريرث ميمون، بآث يني بولاية تيزي وزو، تبكي أسى وتتنفس حزنا أسودا، كل شيء فيها يوحي وكأنها في حداد، تتألم كثيرا، بعد فقدانها، وفي صمت، لابنها المفكر والعالم والباحث الإسلامي محمد أركون، لم يكن موته سبب تعميق أحزانها لأن كل شيء فان، وإنما بسبب تجاهل السلطات الجزائرية لهذه الشخصية العلمية والدينية، حيث همشته في حياته ومماته، ولم تقم بأي مبادرة لنقل جثمان مفكرها الذي مثلها وشرفها في كل ربوع العالم لدفنه في الجزائر، وطن أجداده ومسقط رأسه، حيث قامت السلطات المغربية في نقل جثمان محمد أركون من فرنسا ودفنه هناك، وقتل بذلك الحلم الذي كان يراود محمد أركون الذي أصر في حياته على أن يدفن في قريته وفي أحضان أجداده مهما كان الثمن·