ذكرت صحيفة ''واشنطن بوست'' نقلا عن مسؤولين أمريكيين أن وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أي) تستخدم طائرات مسلحة بدون طيارين ومعدات أخرى زودها بها الجيش الأمريكي لتصعيد عملياتها سرا في أفغانستان بضرب أهداف لا تستطيع القوات المتمركزة في أفغانستان الوصول إليها· ويعتبر مزج عمليات (سي آي أي) السرية مع القوة العسكرية النارية مسعى لإدارة أوباما تكتنفه مخاطر جمة لتوجيه ضربات قاضية لعناصر حركة طالبان، الذين استعادوا السيطرة على مناطق واسعة داخل أفغانستان لكنهم يشنون معظم عملياتهم من ملاذات عبر الحدود الشرقية في إشارة من الصحيفة إلى باكستان· ورأت الصحيفة في استعانة وكالة الاستخبارات المركزية بموارد الجيش الأمريكي تطورا هاما في برنامج الاغتيالات المستهدفة ''المثير للجدل'' والذي تشرف على تنفيذه· وقد بدأت الوكالة أول ما بدأت برنامجها على نحو متقطع بمحاولات لقتل أعضاء منتسبين لتنظيم القاعدة، لكنها ظلت طوال الشهر الماضي تشن عمليات أشبه ما تكون بحملة قصف عبر الحدود بالتنسيق مع عمليات عسكرية تقليدية· وينطوي هذا التحول في الإستراتيجية العسكرية -بحسب الصحيفة- على مخاطر كبيرة، خصوصا إذا اعتُبرت تحايلا على اعتراضات الحكومة الباكستانية المستمرة على العمليات العسكرية الأمريكية التي تجري داخل نطاق سلطتها· وقد استهدفت الضربات الجوية بواسطة الطائرات غير المأهولة في الأسابيع الأربعة الماضية إلى حد كبير شبكة يتزعمها جلال الدين حقاني، الذي اعتبرته واشنطن بوست ''حليفا وثيقا'' لجهاز الاستخبارات الباكستانية· ويُعد زيادة نشاط الطائرات بدون طيار حملة غير مسبوقة في درجة حدتها· وطبقا لسجلات تحتفظ بها مؤسسة ''نيو أميركا فاونديشن''، فإن الهجمات البالغ عددها 22 -المعروف قيام سي آي أي بشنها في سبتمبر الماضي- تضاعفت تقريبا عما دونت في سجلات الأشهر الماضية· وتعكس موافقة الجيش الأمريكي على إعارة جزء من ترسانته ل ''سي آي أي'' شعورا بالإحباط المتزايد داخل القيادة العسكرية الأمريكية من عجز باكستان أو معارضتها الاستعانة بقواتها في احتواء جماعة حقاني والحركات ''المتمردة'' الأخرى، برأي الصحيفة· من جانبه شكك الصحفي الأمريكي البارز ديفد إيغناتيوس في جدوى الضربات الجوية بطائرات بدون طيارين· وقال في عموده الأسبوعي بصحيفة ''واشنطن بوست'' نشرته، أمس، أن تلك الضربات وغيرها من قوة النيران من شأنها أن تبقي عناصر طالبان في حالة فرار مستمر لكنها لن تجلب الاستقرار· وأضاف أنه ينبغي أن يشعر أهالي المناطق القبلية في شمال غرب باكستان بأنهم يراهنون على مستقبل يحمل لهم في طياته شيئا خلاف الحرب·