طفل مرعب اسمه علي ديلام، هو ابن أكتوبر، جاء من حي شعبي ليتربع على عرش الكاريكاتور في زمن وجيز·· طفل موهوب، يمتلك حساسية جميلة، تمكن أن يشكل قطعة على فن الكاريكاتور في الجزائر الذي أسسه كل من سليم وهارون وعراب·· انتقل بالكاريكاتور من الاحتجاج الاجتماعي إلى الاحتجاج السياسي·· عندما تعرفت عليه كان لا يتجاوز العشرين·· كان في بداياته في جريدة ''الجزائر الجمهورية'' ثم انتقل إلى جريدة ''لوماتان''، ثم إلى ''ليبرتي··''. في جوان 1994، التقيت به في باريس، وكان فرحا بمعرضه الأول بالمركز الثقافي الجزائري بباريس·· ومن يومها لم نلتق إلا عن طريق الصدفة وبشكل نادر·· أول أمس، التقيت به، وكان اللقاء بإقامة السفير الفرنسي حيث تم تكريمه من قبل الدولة الفرنسية اعترافا بالتزامه وموهبته التي راحت تؤكد نفسها يوميا من خلال رسوماته على أعمدة جريدة ليبرتي·· تمنيت لو كان التكريم من قبل مؤسسة جزائرية·· وتذكرت وأنا أحضر التكريم رفقة زبدة المثقفين والإعلاميين الجزائريين مواهب أخرى في فن الكاريكاتور مثل أيوب الذي غادر الجزائر إلى الكويت، وجمال نون الذي لا زال يحفر نفسه وسخريته وموهبته بشكل يومي على أعمدة الفجر·· تذكرت كل المواهب التي هي بحاجة إلى اعترافنا وشجاعتنا في تكريمها في سبيل جزائر تحتفي بمواهبها وبمبدعيها وبأبنائها الشجعان والكرماء·· 2 في هذا العدد أيضا اخترنا أن نكرم على طريقتنا فنانة متميزة، انتقلت بالفن الغنائي إلى مرحلة نوعية، هي حسنة البشارية، كانت شاهدة على لحظة انتقال عسيرة وجميلة، لكن لم تحظ بالاهتمام اللازم من قبل نقادنا·· ظلت على الهامش حتى وإن تم الاحتفاء بها خارج الحدود، وهي القادمة من مدينة جنوبية، مثل بشار·· المقال الذي اقترحه علينا زميلنا عبد الله الهامل، هو دعوة لتفجير الفضول والاقتراب من الجوانب المنسية من أنفسنا، ودعوة إلى النظر المتأمل في الجانب المخفي من المرأة. 3 وفي هذا العدد أيضا تحية إلى روائي كبير، من البيرو، هو فارغاس يوسا، الذي حاز على جائزة نوبل·· وهذه التحية موصولة بحب لهذه القارة التي أعطت عباقرة مثل ساباتور، غارسيا ماركيز وبابلو نيرودا·· قارة تمكنت من أن تتحول إلى منارة حقيقية، علينا التعلم منها والاستلهام منها كيف نصبح محليين وعالميين·