يسجل قسم علم الاجتماع بالقطب الجامعي الجديد ب ''تامدة'' بجامعة مولود معمري بتيزي وزو نقائص فادحة في الإمكانيات البيداغوجية الضرورية، فرغم مرور سنتين عن فتحه إلا أن الطلبة يشتكون نقائص بالجملة، حيث وصف بعضهم الوضعية البيداغوجية بالمتردية، في ظل تجاهل الإدارة لمشاكلهم، وعدم بذلها لأي جهد قصد حلها، واتهموها بممارستها سياسة الهروب من المسؤولية، بالرغم من المراسلات والمطالب المتكررة التي رفعت إليها· وأكبر مشكل يعاني منه قسم علم الاجتماع هو نقص المرافق والهياكل البيداغوجية بالرغم من تواجده في القطب الجامعي الجديد الذي يتوفر على مرافق وهياكل هائلة تستجيب للمقاييس المعمول بها، لكن قسم علم الاجتماع لم ينل حظه في الاستفادة من مرافق معتبرة. وفي هذا الصدد أكد ممثلو الطلبة أن الإدارة خصصت قاعتين للمحاضرات يدرس فيها أزيد من 1800 طالب، ما نتج عنه اكتظاظ لا يطاق ''أما الاكتظاظ المسجل في قاعات الأعمال الموجهة فحدث ولا حرج''، وهو الوضع الذي يعرقل عملية استيعاب وفهم الدروس· وكشف الطلبة أن أغلبهم لا يعرضون بحوثهم العلمية بسبب الاكتظاظ داخل القاعة ''أنا مقبل على التخرج ومناقشة مذكرة الليسانس، ولم يسبق لي طيلة مساري الجامعي أن عرضت ولو بحثا واحدا'' قال أحد الطلبة· والمشكل الثاني الذي عرضه ممثلو الطلبة يتمثل في نقص عدد الأساتذة، وعدم توفر القسم على أساتذة متخصصين، حيث أكد طلبة السنة الثالثة أن أستاذتهم في مقياس الإبستمولوجية إستفادت من عطلة مرضية، وقامت الإدارة بتعويضها بأستاذ علم الإحصاء رغم أنه ليس له أية علاقة مع الإبستيمولوجيا، وكشفوا أن قسم علم الاجتماع يتوفر على دكتور واحد فقط، لكنه مختص في الآداب واللغة العربية· ويزداد الأمر تعقيدا لدى طلبة التخصصات على غرار تخصصات الفلسفة، علم التربية، علم الاجتماع، علم الطفولة وتقنية الاتصال وكلها تفتقر لأستاذ مختص أو أستاذ متحصل على دكتوراه· واشتكى كذلك الطلبة من عدم إدراج مقياس المنهجية في المقرر الدراسي لكل السنوات الثلاثة، رغم أهمية هذه الأخيرة في المشوار الدراسي، وكذا في إجراء البحوث العلمية والأكاديمية· وما زاد من معاناة طلبة علم الاجتماع هو عدم وجود مكتبة خاصة بقسمهم، إذ يلجأون إلى المكتبة المركزية للقطب الجامعي''تامدة'' لاستخراج المراجع، وهذه الأخيرة بدورها تفتقر لمراجع خاصة بعلم الاجتماع، لاسيما في تخصص علم التربية والفلسفة، حيث وجد الطلبة أنفسهم مجبرين على الاستنجاد بمكتبة قسم علم النفس والأرطوفونية· وطرحوا كذلك مشكل تدني الخدمات المقدمة في المكتبة المركزية بسبب نقص أعوان المكتبة· ومشكل آخر يصطدم به الطلبة في استخراج المراجع والوثائق وهو عدم احترام أوقات فتح وغلق المكتبة. وفي هذا السياق، أكدوا أن المكتبة تفتح أبوابها على الثامنة والنصف صباحا، وتغلق في منصف النهار، ويعاد فتحها على الواحدة زوالا لتغلق نهائيا على الساعة الثالثة بعد الزوال، بالرغم من أن إدارة جامعة مولود معمري بتيزي وزو إتخذت في بداية السنة الجامعية الجارية إجراءات جديدة في تسيير وتنظيم المكتبات الجامعية تقضي بفتح مكتبات كل الأقسام والكليات على الثامنة صباحا، وتبقى مفتوحة إلى غاية السادسة مساء وعدم غلقها في أوقات الغذاء، وهو الإجراء الذي ضرب به عرض الحائط· تجدر الإشارة إلى أن طلبة قسم علم الاجتماع دخلوا العام الماضي في إضراب مفتوح دام جوالي ستة أشهر للمطالبة بحل المشاكل السابقة الذكر، لكنهم تأسفوا لعدم تسجيل أي تدخل، فيما لم يستبعد ممثلو الطلبة العودة إلى حركتهم الاحتجاجية للضغط على الإدارة قصد أخذ مشاكلهم بجدية·