انتقد طلبة قسم الترجمة بجامعة مولود معمري بتيزي وزو، الطريقة البيداغوجية والتسييرية المطبقة على مستوى قسمهم، التي وصفوها بالمنافية للمقاييس المعمول بها، بسبب عدم توفير الإمكانيات البيداغوجية والمادية والهيكلية اللازمة التي أثرت سلبا على التحصيل العلمي، موضحين أنه، ومنذ افتتاح هذا القسم بتيزي وزو، لم يشهد أي تحسن، والأمر يزداد سوءا من سنة لأخرى· وأول مشكل طرحه طلبة قسم الترجمة هو التأخر الكبير في انطلاق الدروس، علما أن معظم الكليات والأقسام بجامعة مولود معمري قد باشرت الدروس، ولم يجد الطلبة أي تفسير لهذا التأخر بالرغم من أن التسجيلات الإدارية انتهت، وأن الإدارة أعلنت عن انطلاق المحاضرات· والمشكل الثاني الذي يعاني منه طلبة قسم الترجمة هو افتقار قسمهم لمكتبة خاصة بهم، مثلما هو حال كل الأقسام بجامعة مولود معمري، حيث أكد الطلبة أنه ومنذ افتتاح قسمهم سنة 2006 لم تقم الإدارة بتخصيص مكتبة لهم لإنجاز بحوثهم العلمية، ما دفعهم للجوء إلى مكتبات الأقسام الأخرى للحصول على كتب ومراجع ووثائق· وكشف الطلبة أيضا أن قسمهم يعاني الاكتظاظ وأنه يفتقر للهياكل والمرافق اللازمة، ويتوفر على 6 قاعات للأعمال الموجهة يتم التناوب عليها، أضف إلى ذلك تخصيص الإدارة مدرج واحد فقط للمحاضرات، وظاهرة الاكتظاظ تتفاقم من سنة لأخرى مع تزايد عدد الطلبة الجدد· وفي السياق نفسه، أضاف الطلبة أن قاعة المطالعة ضيقة ولا تتسع لأكثر من 60 طالبا، علما أن القسم يحتوي على أزيد من 3000 طالب، وأن مطالبهم التي رفعوها للإدارة بغرض توسيعها لم تلق أية استجابة· وهناك مشكل آخر أثار استياء الطلبة هو الضعف والعجز في التأطير بقسمهم، فمن جهة لنقص الأساتذة، ومن جهة أخرى لاعتماد الإدارة على الأساتذة المتعاقدين وطلبة الماجستير قصد سد العجز، لاسيما في اللغات الأجنبية، على غرار اللغتين الإنجليزية والفرنسية· وأكد الطلبة أن قسمهم يعاني مشاكل عديدة في التخصصات وبعض المقاييس، وكشفوا في هذا الصدد أن قسم الترجمة لا يتوفر إلا على ثلاث لغات فقط، وهي العربية والفرنسية والإنجليزية، التي حرمت الطلبة من اختيار التخصص الذي يرغبونه، على عكس ما تعتمد عليه الجامعات الأخرى التي تدرج على الأقل سبع لغات، هذا الأمر جعل الطلبة متخوفين من مستقبلهم الدراسي والمهني، علما أن شهادة نهاية الدراسة التي سيتحصل عليها طلبة الترجمة بتيزي وزو تحصر في الثلاث لغات المذكورة فقط· وفي هذا الصدد، تقول الطالبة (ج· ع) تدرس سنة رابعة: ''إدارة القسم خصصت ثلاث لغات فقط، وهي غير كافية للتكوين في مجال الترجمة، فنحن نتساءل عن نوعية التحصيل العلمي والشهادة التي نحصل عليها في ظل هذه الظروف البيداغوجية''· وفي الإطار نفسه، لم يخف الطلبة أن بعض زملائهم غيّروا الجامعة تجاه جامعة ''الجزائر ,''1 وجامعة فرحات عباس بسطيف بهدف الاستفادة من التكوين في أكبر عدد من اللغات واختيار التخصص الذي يرغبونه، لكن المشكل يتعقد مع الطلبة الذين لم تتح لهم فرصة التحويل· وفي هذا الصدد، تقول الطالبة (د· ج) تدرس سنة رابعة: ''قدمت عدة طلبات وبصفة متكررة للتحويل من جامعة تيزي وزو إلى جامعة ''الجزائر ''1 وجامعة فرحات عباس، لاختار التخصص الذي أريده لكن طلباتي قوبلت بالرفض''· هذا، وقد انتقد الطلبة بشدة السياسة التسييرية التي تنتهجها الإدارة، التي -حسبهم- لم تتدخل لحل مشاكلهم البيداغوجية بالرغم من أن ممثلي الطلبة رفعوا عد شكاوى ومطالب، وبصفة متكررة، منذ فتح هذا القسم بتيزي وزو، كما لم تفلح الحركات الاحتجاجية والإضرابات التي شنها الطلبة في كل سنة، حيث لم يستبعدوا العودة إلى حركاتهم الاحتجاجية قصد الضغط على الإدارة للاستجابة لمطالبهم·