من أغرب الأشياء التي تحدث في زمننا هذا هو ''النيفو الهابط'' الذي أصبح يسيطر على كل المستويات·· قال حماري بعد أن سمعني أتمتم بهذا الكلام·· لماذا يا صديقي تقول هذا؟ قلت·· أبشر·· يا حماري أصبحت الإرساليات بين الحاكم والمحكوم تتلخص في تسريح البالوعات·· اندهش حماري من كلامي وصاح·· عن أي بالوعات تتكلم؟ قلت هناك نوع واحد من البالوعات يا حماري·· البالوعات التي أصبحت مهمة لدرجة أنها تؤرق المسؤولين وتطلب إيجاد الحلول لها·· كانت شبحا في فيضانات باب الوادي وتوالت بعدها الأمور حتى أصبحت تقتل الأشخاص كلما هطلت قطرة مطر·· قال حماري·· هذا تفكير سليم·· قلت ضاحكا·· نعم ليس هناك ''سلم من تفكير'' البالوعات قال·· أهم ما يميزنا عن غيرنا هو التأجيل·· أجل الأمر حتى يصبح فيلا·· وبعدها أسعى جاهدا وبكل الطرق الشرعية أو غير الشرعية لحله·· قلت له · ''لوكان عطى ربي'' تجاوزنا مرحلة البالوعات إلى ما فوق البالوعات ولكن·· نهق حماري عاليا وقال·· هم أصلا يريدون أن يبقى تفكيرنا محصورا في البالوعة·· ومن يفكر فيها إما يغرق فيها أو دائما يغرق لا حل آخر·· قلت·· الغريب أني قرأت أن عددا من المسؤولين المحليين بعثوا بإرساليات من أجل حل هذه المشكلة·· التي أصبحت تؤرق أكثر من اللازم·· قال·· يا صديقي أن تفكر في بالوعة أفضل من أن تفكر في اللاشيء·· والبالوعة على حد قول أحدهم علم كبير·· ضحكت من شدة الدهشة وقلت له·· فعلا علم كبير ولولا ذلك ما كانت محل اهتمامنا واهتمامهم·· نهق من جديد وقال·· ادع ربك أن لا تموت في بالوعة وبذلك تكون قد حققت إنجازا عظيما·· غرقنا في ضحك شديد في انتظار ما سوف تسفر عنه ''قضية البالوعات''··