على غرار ما حدث السنة الماضية، وفي الأيام الأخيرة من شهر شعبان، من المنتظر أن تتم عملية ''تسريع'' نهاية المسلسلات التركية المختلفة التي بثت على أشهر وأكبر القنوات الفضائية العربية، لتفسح المجال للدراما العربية، المصرية منها والسورية والخليجية التي تعودت على الغياب الملحوظ ولا تنشط بقوة إلا مع حلول شهر الصيام· والنظر إلى الشبكة البرامجية التي أعلنت عنها معظم القنوات التي يتسابق البعض منها على البث الحصري لأشهر المسلسلات، فالملاحظ هو الروتين الذي يطبعها، فلا جديد في الأفق، مع تكرار مواضيع ''الفانتازيا الشامية'' التي تعود أحداثها ''الافتراضية'' إلى ما قبل السنين الأولى من القرن العشرين، مع التراجع الواضح في عدد المسلسلات السورية مقارنة بالسنين الماضية، وهو الأمر الذي أرجعه البعض إلى الأزمة الاقتصادية العالمية التي أثّرت كثيرا على شركات الإنتاج السورية· فالسوريون اختاروا ''النوستالجيا الشامية'' ويبقى الكويتيون أوفياء للدراما الخليجية التي تلقى رواجا واسعا في تلك المنطقة دون أن تنجح في الوصول إلى المنافسة العربية· ويبدو أن تخصص السعوديين واضحا في الكوميديا من خلال ''طاش ما طاش'' التي نجح فيها الثنائي ناصر القصبي وعبد الله السدحان في الحفاظ على تجددها للعام السادس عشر على التوالي· ويراهن المصريون مرة أخرى على نجومهم (نور الشريف وصلاح السعدني وإلهام شاهين) في دراما مرتبطة أساسا بالنجم من أجل الحصول على نسبة مشاركة عالية، ويواصلون الرهان مرة أخرى على تقديم نجومهم السابقين في أعمال درامية جديدة· وبإمكان المشاهد هذه المرة أن يعيد اكتشاف شخصية الكوميدي إسماعيل ياسين والفنانة ليلى مراد، ويحاول المصريون استعادة أمجاد مسلسلات الجوسسة التي بلغت أوج نجاحها في السنين الماضية مع ''رأفت الهجان'' واختفت بعد ذلك بسنين عندما فشلت مسلسلات من هذا النوع تجاوز تلك الأسطورة الدرامية، وتكون العودة هذه المرة مع مسلسل ''حرب الجواسيس'' الذي ينتظر نجاحه· ورغم ما قيل في السنين الأخيرة عن تراجع الدراما المصرية، فإنها تواصل المنافسة العربية مع نظيرتها السورية التي تراجعت هي الأخرى قليلا وتنحصر المنافسة بين الطرفين، وتبقى دول مثل تونس والجزائر والمغرب وغيرها ''تلعب'' على المستوى المحلي ولا تجد من يشاهدها خارج أبناء بلدها في الداخل وفي المهجر·