نظرت، أمس، محكمة جنايات العاصمة في قضية تاجر بباش جراح، أضرم النار في بيته وكاد يقتل زوجته التي كان على خلاف معها واتهمته بأنه أراد الإنتقام منها وتسبب لها في حروق بجسدها· وأمام هيئة المحكمة صرحت الضحية زوجة المتهم، أنه على خلفية المشاكل التي بينهما طلبت من زوجها الطلاق وشرعت في الإجراءات، وبسبب ذلك قصد زوجها بتاريخ الوقائع البيت حاملا معه دلوا من البنزين أحضره من محل عمله، وبمجرد دخوله أخذ يرش الأثاث وغرف البيت بالبنزين ثم أشعل النار انتقاما منها· وخلال ذلك أصيبت بحروق من الدرجة الثانية في بعض أنحاء جسدها وبتشوهات في وجهها جراء النيران التي التهمت المنزل بأكمله· وعلى عكس ما صرحت به الضحية، قال المتهم إنه فعلا هناك مشاكل بينه وبين زوجته التي طلبت الطلاق واتفقا على ذلك، مؤكدا أن يوم الوقائع دخل للبيت ودارت مناوشات كلامية بينهما، بعد اكتشافه أنها تتعامل مع المشعوذين، حيث وجد بغرفة نومه ''حرزا'' مخبأ في سريره، فحاول التخلص منه وذلك بحرقه فأخذ البنزين الذي كان موجودا داخل البيت إلا أنه تفاجأ بالنار تشتعل في يديه ورجليه ثم في كامل أنحاء البيت وخلال ذلك حاول إنقاذ نفسه وزوجته· هذه التصريحات لم تقنع النيابة العامة التي أكدت في تدخلها أن المتهم في قضية الحال دمر حياة زوجته بمباشرة إجراءات طلاقها من جهة، وكذا تشويه شكلها وتعريض حياتها للخطر من جهة ثانية، مضيفة أن الضحية تمسكت بنفس التصريحات عبر كافة مراحل التحقيق، في حين أن المتهم تميزت تصريحاته بالتناقض عند الضبطية القضائية وقاضي التحقيق، واعتبرت بذلك التهمة ثابتة في حقه ليلتمس تسليط عقوبة 10 سنوات سجنا نافذا في حقه· من جهته، ركز دفاع المتهم في مرافعته على تقرير الشرطة العلمية المحرر يوم الوقائع، الذي أكد أن دلو البنزين كان موجودا في البيت، إضافة إلى أن النيران بدأت من غرفة النوم، وهو ما جاء مطابقا لتصريحات موكله، مشيرا إلى أن الحريق كان حادثا وغير متعمد. وفيما يخص الجروح التي لحقت بالضحية، أكد الدفاع أن موكله أيضا تعرض لجروح بليغة يومها، كما أنه لا وجود لأدلة تثبت أنه تعمد الإضرار بزوجته جسديا، بل على عكس ذلك فقد حاول حماية نفسه وحمايتها من الحريق الذي وقع عن غير قصد·