أكد الكاتب والصحفي الجزائري رشيد مخلوفي في حديثه عن الروائي والصحفي الراحل طاهر جاووت أن كتاباته سابقة لزمانه، مع أن قراءتها، تعطيك انطباعا ببساطتها، مضيفا أن آراء طاهر جاووت سواء في السياسة أو الدين لا يمكن أن نجدها بطريقة مباشرة لكن يستعمل السرد والوصف لما هو قائم لإيصال الفكرة التي يريد أن يفهمها للقارئ دون استعمال الطريقة المباشرة في الحديث أو التعبير، بالرغم من أن جل كتاباته تتمحور حول نقطتين أساسيتين هما تقصي التاريخ والبحث المتواصل عن الهوية الحقة· كان ذلك أثناء استضافته، أول أمس، في مكتبة الشهاب لتقديم كتابه الجديد ''طاهر جاووت···الكاتب المعمر'' والذي تناول فيه بالدراسة العديد من كتابات الروائي والصحفي طاهر جاووت، وبالأخص رواياته ''آخر صيف للعقل''، ''الحراس'' ورواية ''اختراع الصحراء''، التي قال عنها في محور حديثه أنها متعاقبة وموازية للأحداث التي عاشتها البلاد، حتى أن أبطال رواياته يمكن أن تراها نفسها تكبر، وحاول من خلالها طاهر جاووت اختراق وتعقب التاريخ بكل تجلياته، وبالنظر من مختلف الزوايا التي يمكن للقارئ أن يفكر فيها كما أشار. لم يخف الكاتب إعجابه بالثراء اللغوي الذي يحمله رصيد الكاتب والذي يحيلك في الكثير من الأحيان إلى القاموس أثناء مطالعة كتاباته. وبخصوص الفكرة التي يبني عليها الكاتب رواياته أكد رشيد مختاري أن الخيال الواسع ودقة الوصف لدى الكاتب تجعلك لا تحيد أبدا عن نصه أثناء القراءة، مشيرا إلى رواية ''اختراع الصحراء'' ذات اللمسة الخيالية الواسعة، والتي ينتقل فيها الكاتب من خلال أربعة بيئات مختلف في كل شيء دون أن تحس بذلك الفاصل بينها، كما أشار في جلسته إلى البعد الجمالي للقصة التي تحدثنا عنها والتي تنتهي في الكثير من الأحيان بطريقة واضحة ومفهومة باستثناء رواية ''آخر صيف للعقل'' التي تحمل بعدا إنسانيا وتتناول التطرف والعنف الذي أصبح يرى كل إبداع بدعة وكفرا والتي يأخذ فيها النص نهاية مفتوحة· للتذكير، يأتي هذا الكتاب البحثي لرشيد مختاري بعد روايتين متتاليتين هما ''إمغار'' و''العشيقة'' والتي سبقتها مجموعة كبيرة من الدراسات والأعمال التوثيقية للعديد من الشخصيات البارزة وأيضا فناني منطقة القبائل التي كتب عنها كثيرا رشيد مختاري·