منذ فترة رأى التحالف الرئاسي النور في ظرف سياسي وتاريخي معين، وحينها كان يبشر بميلاد قطب سياسي حقيقي لا يتوقف عند درجة مساندة الرئيس بوتفليقة كمرشح إجماع، وإنما قطب يشكل طرفا رئيسا في المشهد السياسي الذي كان يعد بالكثير من التحرك والتنافس والصراع، لكن ما حدث بعد كل تلك السنوات أن كل القوى انكمشت على نفسها، وأصيبت بالجمود والخمول·· فلم نعد نسمع بالقطب الديموقراطي الذي اندثر ولم يعد له أثرا، سواء على الصعيد الإيديولوجي أو السياسي منذ مجيء بوتفليقة إلى الحكم الذي مر عليه الآن عشر سنوات، ولم يعد التحالف يعني تحالفا بمعنى الكلمة، ربما أنه وجد نفسه وحيدا دونما خصم أو منافس·· اللقاء الأخير للتحالف لم يأت بجديد، ولم نشعر أن الأحزاب الثلاثة أصبحت متقاربة بالمقارنة إلى السنوات الفائتة·· فبلخادم يفكر في كاشمير أكثر مما يفكر فيما يحدث بالجزائر أو بما هو قريب من المنطقة، ضف عدم ارتياحه لأويحيى الذي أصبح مزعجا له منذ انجذابه إلى إغراءات قصر المرادية، يعتقد بلخادم الآن أن CV (لا) السياسي ممتلئا، ولم يبق له إلا مغامرة السباق نحو عرش الجمهورية، ويعتقد أن لا منافس له جدي إلا أويحيى الذي يمتلك بالنسبة إليه عناد وقوة الشباب، وتعاطف الوطنيين التقدميين ومحيط الجمهوريين الذين سيجدون أنفسهم إذا ما تقدم بلخادم إلى الرئاسيات يضعون كل ثقلهم إلى جانب أويحيى حتى وإن كانوا لا يكنون له المحبة والإعجاب·· أبوجرة سلطاني فهو لم يكتف بتبديد الإرث السياسي الذي خلفه له الراحل محفوظ نحناح، والحط بحزبه الذي كان قوة يحسب لها ألف حساب إلى أسفل الحضيض بل إلى مناضل في صف حماس الفلسطينية أكثر منه قائدا سياسيا لحزبه وشريكا في تحالف لم يبق منه سوى الجثة·· وبعد كل هذا ألا يحق لنا التساؤل فيما إذا كان التحالف الرئاسي حيا يرزق؟!