قرأت مثلي مثل كل الغاشي المهتم بفعل ساس، يَسُوس سياسة الحوار الذي ظهر به أحدهم ويرشح فيه شقيق الرئيس لانتخابات لم يعلن عنها بعد·· ومن بعدها بيوم فقط نقرأ مع كل الغاشي أيضا أن هذا المصرح قد تراجع على أقواله ويقول أنا كاذب·· قهقه حماري عاليا وقال·· هذا هو مستوى السياسة عندنا·· ولا حرج في ذلك·· إذا كنت فقط تعرف فك الخط أو ربما لا تحتاج حتى إلى ذلك·· فيمكنك أن تتسيس أو بالأحرى تتسوّس·· قلت له·· عجيب أمره هذا الرجل·· يملك الجرأة على قول ما لا يقال ويملك أيضا جرأة تكذيب نفسه·· إنطلقت قهقهات حماري المتواصلة والتي قال أن يشفي غليله بها·· والله عنده الحق·· يمارس السياسة على طريقته·· قلت·· ربما أسهل شيء أن تمارس السياسة في هذا البلد·· ولكن لا أفهم لماذا تلومه أيها الحمار·· كل سياسيينا بنفس مقياسه·· يقولون ما لا يفعلون·· ولا أحد يحاسبهم·· قال·· ولكن هذا ''قرعها''·· غلبني الضحك من كلامه لأني أحسست أنه يقول الصدق·· فعلا ''قرعها'' أراد أن يمارس السياسة في العلن متناسيا أن مثل هذه الأمور تقال همسا وسرا·· قال·· لا يا رجل·· لا تقال أصلا·· لا سرا ولا علنا·· غرقنا في موجة من الضحك·· فعلا بلادنا بلد العجائب ودائما ما خفي كان أفجع··