أكد عبد العزيز بلخادم، أن أحداث العنف المتواصلة -حاليا - لا تحمل أي صبغة سياسية· وأكد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، في ندوة صحفية، على هامش اجتماع هيئة تنسيق الحزب مساء أمس، بالجزائر العاصمة، أن أعمال الشغب الاحتجاجية هذه لم تحمل لا شعارات سياسية ولا غيرها، وكل ما في الأمر بعض الأهازيج التي عادة ما تتردد في الملاعب· وحصر الأمر في احتجاج على غلاء الأسعار دون أية أبعاد أخرى· وفي الوقت الذي استبعد أن تكون مؤامرة مدبرة من أي جهة ضد أخرى داخل السلطة أو خارجها، ندد بلخادم بشدة بما قال عنها ''عمليات السطو التي لا يمكن تبريرها''، قائلا إن ذلك ما هو إلا جريمة، مؤكدا أن الحديث عن قمع تلك الاحتجاجات من قبل قوات الأمن فيه الكثير من المبالغة، وأن الاحتجاج ينبغي أن يتم بالطرق السلمية· ورغم تأكيد البعض أن التظاهر ممنوع في العاصمة، إلا أنه قال إن الأمر مسموح به في كل الولايات الأخرى· وانتقد بلخادم بشدة القنوات الفضائية التي تابعت الأحداث الأخيرة مع تأكيدها فكرة أن ''الجزائر بلد غني وشعب فقير'' وأن الفقر زاد مع احتياطي صرف تجاوز ال150 مليار دولار· وفي الوقت الذي تكلمت فيه الفضائيات عن نسبة بطالة تجاوزت ال 20 بالمائة، دافع بلخادم عن الرقم الرسمي الذي قدمته السلطات الجزائرية التي تحصرها في حدود ال10 في المائة، قائلا أن هذا الرقم هو من مكتب الشغل الدولي في جنيف، الذي بني على أساس أن كل دولة تبني إحصائيات تبرر هذا الرقم، وهو ما فعلته السلطات الجزائرية· وقال إن تقلص البطالة إلى العشرة في المائة هو رقم مهم جدا وينافس حتى الاقتصاديات القوية، ومنها ألمانيا التي تقدر نسبة البطالة فيها ب4,9 في المائة، رغم أن الجزائر - يضيف بلخادم - على عكس ألمانيا، عرفت حالة من اللااستقرار في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، وأكد على رقم كان قد قدمه وزير العمل والذي تمثل في توفير 500 ألف منصب شغل في سنة 2010 لوحدها، وأن الجزائر تأثرت بالأزمة الاقتصادية العالمية عن طريق الطلب العالمي على الطاقة الذي تقلص بشكل ملحوظ، ومع ذلك لم تتراجع عن المشاريع الاجتماعية وتم تخصيص 300 مليار دولار للمخطط الخماسي القادم· وقال أن الأزمة الحالية وليدة تراكم قديم وأن السياسة الاجتماعية هذه ينبغي الاستمرار فيها وأن حل المشاكل ينبغي أن يتم بالطرق السلمية مع استثمار الأطر الاجتماعية والنقابية والسياسية المتوفرة·