في ظل الحديث عن ندرة بعض المواد الغذائية الأساسية في البلاد كالفرينة والحليب، التي تسببت في تذبذب كبير في توزيع الخبز والحليب، فإن عصابات التهريب تسعى لتخزين كميات معتبرة من بعض المواد، تحضيرا لطرحها في السوق، قصد المضاربة أو تهريبها إلى الخارج· هذا الأمر كشفته عنه مصالح الدرك الوطني، خلال الحملات الكبيرة التي تشنها عبر نقطا مختلف من الوطن، وكذا بعد أن أعلنت مديريات التجارة على حملة واسعة للبحث عن مستودعات غير قانونية يتم فيها تخزين كميات من المواد الغذائية· وفي هذا الإطار، تمكنت مصالح الدرك، خلال الثلاثة أيام الأخيرة، من وضع يدها على مجموعة من عصابات التهريب والمضاربة التي تسعى إلى خلق جو من الشح في توفير المواد الغذائية الأساسية وكذا الندرة تحضيرا للمضاربة، خاصة ببعض مناطق الجنوب التي تصلها كميات معتبرة من المواد الغذائية عن طريق شاحنات النقل التي تستفيد من إجراءات برنامج الجنوب الذي أقره رئيس الجمهورية عام ,2004 أي إعفاءات من تكاليف النقل وتخفيضات على بعض الأعباء التي كان يتحمّلها في السابق الناقلون· فبمنطقتي برج باجي مختار ومغيدن بولاية أدرار تمكن عناصر الدرك الوطني من حجز طن من مادة الفرينة، و16 طنا آخر و910 كلغ من مختلف العجائن الغذائية، مخزنة بأحد المستودعات، تحضيرا لشن عملية مضاربة في الأسعار· وبولاية تلمسان، تمكن عناصر الدرك الوطني من حجز 36 قنطارا من مادة غبرة الحليب مخزنة بأحد المستودعات، كانت محضرة للتهريب للبلد المجاور· يحدث هذا في وقت تشتكي الكثير من الولايات ندرة حادة في توفير مادة الحليب· أمام بولاية الطارف فقد عثر -أيضا- على كميات هامة من المواد الغذائية المختلفة من بينها المصبرات ومواد غذائية تتمثل في قناطير من العجائن الغذائية ومادة الفرينة موجهة للتهريب إلى البلد المجاور الذي يشهد في الآونة الأخيرة ثورة عارمة ضد غلاء المعيشة· في الوقت نفسه، شرع أعوان المراقبة وقمع الغش التابعون لمديريات التجارة في حملة وطنية، عبر مختلف الولايات، لمراقبة أسعار المواد الغذائية الأساسية· وسيقوم أعوان المراقبة بتفقد مستودعات عدد من تجار الجملة بالمناطق المعروفة بانتشار المحلات بالجملة عبر مختلف الولايات، وكذا مراقبة مستودعات المساحات الكبرى للبيع·