حاول رئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية أن يسبق الجميع إلى ركوب احتجاج الشارع الجزائري واحتوائه، بأن أعلن عن مسيرة ودعا إليها باقي الأحزاب السياسية والجمعيات، لكن لا أحد من هذه الأحزاب جاءه، فلما سألنا عن غيابهم، قال محمد السعيد رئيس حزب ''العدالة والحرية'' أن ''سعيد سعدي ما عرضناش''، وأنه لسوء الحظ، حزب لا يملك الاعتماد وإلا نظم مسيرة سيشهد لها القاصي والداني ويبهر بها الجميع· لكن جبهة القوى الاشتراكية التي أعلنت منذ زمن أنها على خصام مع الصديقة القديمة في النضال، ولم تتلق الدعوة، ولما تلقتها ما لبتها، فأعلنت أنها لن تمشي مع أية جهة في أية مسيرة كانت، معلنة أنها ستقوم بتنظيم تجمعات عديدة بعدة ولايات من الوطن، وأن البداية ستكون بتجمع بقاعة الأطلس بباب الوادي· ولسنا ندري ما إذا كان الإعلان في حد ذاته دعوة للأحزاب والجمعيات والنقابات التي اتفقت معها في وقت سابق على مسيرة يوم 9 فيفري قبل أن يتراجع كريم طابو أو حسين آيت أحمد، لسنا ندري أيهما، عن المشاركة، أم هي دعوة لأبناء باب الوادي فقط· في انتظار ذلك، أعلنت نقابات وجمعيات حقوقية وأحزاب معتمدة وغير معتمدة عن مسيرة ستتزامن مع مقابلة في كرة القدم بين الفريق الوطني الجزائري والفريق التونسي، الأول تأهل إلى كأس العالم وخيب أنصاره بأداء سيء والثاني تأهل أنصاره إلى الديمقراطية فأفرحوا فريقهم· بين هذا وذاك هناك شارع جزائري يريد أن يصنع ديمقراطية يفرح بها هو كذلك ولكن لوحده دون أن ''يَعْرَضْ'' أحدا منكم·