حسني مبارك لا يريد أن يفهم أو لعله يتغابى عن ذلك.. لا يريد أن يصدق أن 85 مليون مصري تكرهه وتشتمه في السر والعلن وتدعو عليه في صلاتها بالويل والثبور.. ماذا ينتظر هذا العجوز المريض كي يرحل ويترك المصريين يديرون شأنهم.. على كل ضريبة الثورات هي هذه.. تحدث تجاوزات ويسقط شهداء ويختلط الحابل بالنابل وتنهب المحلات العامة.. لكن حسني مبارك لا يريد أن يصدق.. تأخر كثيرا وخرج على الشعب بخطاب خشبي أجوف وقال لهم سأغير الحكومة في تلك اللحظة كان الشعب يبصق عليه وهو يراه في التلفزيون يتقعر في خطابه الفارغ.. مصر الآن كلها هبت كاسرة جدار الخوف والإرهاب الذي سد عنها أنوار الحرية لعقود طويلة كانت أكثرها سوادا الثلاثين سنة الأخيرة من حكم حسني مبارك. المصريون لن يتراجعوا حتى خروج الجيش لن يطفئ لهيب الثورة.. وغباء مبارك الذي أصبح نكتة تقتل بالضحك سيزيد التهاب هذه الثورة.. فالشعب المصري لم يصدق أن جاءته هذه الفرصة للتخلص نهائيا من هذا الطاغية وعائلته ومن الحزب الوطني الديموقراطي الذي لا علاقة له بالديموقراطية والذي أحرق الشعب الغاضب معظم مقراته في مصر.. ماذا ينتظر هذا الدكتاتور؟؟ ربما أنه ينتظر من الإدارة الأمريكية وإسرائيل أولياء نعمته أن يقولوا له ارحل عن مصر لينضم إلى نادي الرؤساء العرب المخلوعين أو الهاربين المساكين الذين نفتهم شعوبهم وسرقت منهم ملكهم.. مبارك هو الثاني وسيلحق به البقية الباقية من حكام الأزمنة التقليدية. لقد أصبحت الجماهير العربية تؤمن وتصدق ما يقوله أوباما وهيلاري كلينتون أكثر من لغو حكامها المأزومين بإمساك تاريخي لم يعد له علاج غير أن يهربوا ويذهبوا إلى مزبلة التاريخ. شهداء الحرية في مصر يعدون الآن بالمئات وهي ضريبة هذه المعشوقة.. فيا شعب مصر الثائر الصمود الصمود الصمود.