ماذا يريد حسني مبارك ونظامه المتقادم من الشعب المصري؟ ألم تكفه الثلاثين سنة التي بقي فيها جاثما على صدور المصريين؟ ما فعله هذا النظام هذه الجمعة ينذر بأن هذا النظام يعيش لحظاته الأخيرة.. لا أتحدث عن القمع وضرب الجماهير المتظاهرة بالعصي والقنابل المسيلة للدموع فهذه من كلاسيكيات القمع العربي.. أنا أتحدث عن الخطوة الغبية التي أقدم عليها هذا النظام عندما قطع الأنترنت والهواتف الثابتة والنقالة عن المصريين.. هذا التصرف الغبي المضحك والذي أراد إرجاع مصر إلى عصر ما قبل المعلوماتية سيجعل عمر هذا النظام محددا بساعات فقط.. أظن أن ما يدور في خلد حسني مبارك أنه يريد ارتكاب جريمة إرهابية في حق الشعب المصري دون شهود.. لكن هيهات.. العالم تغير والنظام المصري لا يريد أن يفهم .. ولكن كيف له ذلك فحسني مبارك وهو في عامه الثاني والثمانين لا يزال يظن أنه في عز شبابه فآذانه صماء عن صراخ الشارع الذي قال له صراحة ارحل عنا.. ماذا يريد هذا العجوز من شعب مصر الشاب؟؟ فالذين قالوا له ارحل عنا ولدوا وهو رئيس مصر.. جيل جديد تماما لا علاقة له ب 67 ولا 73 ولا الناصرية والقومية العربية وتحرير سيناء ولا كل الخرطي الإيديولوجي الذي خدّر الجماهير العربية لعقود طويلة. فما حدث في تونس سيحدث في مصر بأشكال أخرى أكثر حدة وعنفا وعنفوانا وستتحرر مصر من هذا الدكتاتور وأذياله.. منطق التاريخ يقول لنا إن الحل الأمني لا يمكنه أن يخمد غضب الشعب. اكتب هذا المقال وعيني على القنوات الفضائية.. كل المؤشرات تقول إن الشعب المصري كله الآن في الشوارع يطالب بالتغيير وبرحيل مبارك الذي سيخرج من الباب الضيق مثل شبيهه ابن علي التونسي الذي سماه المتندرون زين الهاربين بن علي. ماذا يريد هذا الدكتاتور من شعب مصر؟؟ ألم يكفه ما فعل فيهم طيلة ثلاثين سنة من الإذلال والتعذيب والقهر والاحتقار.. آن له الآن أن يرحل وأن يترك المصريين وشأنهم.