في بعض الأحيان لا ندرك مدى خطورة الأشياء إلا عندما تأتي في شكل متجل واضح، لا يقبل التأويل أو التضليل· منذ وقت طويل وأنا أعلم أن الرئيس المصري حسني مبارك الذي ما كان ليكون رئيسا لولا مقتل سابقه أنور السادات، قد جثم على صدر المصريين، وحتى على صدورنا نحن، لمدة طويلة· فقد تولى مقاليد حكم مصر وأنا تلميذ في الثانوي· غير أنني لم أدرك مدى خطورة الأمر بالشكل الذي أدركته أمس وأنا أشاهد صورة حسني مبارك تتكرر إلى جانب رؤساء أمريكا: ريغن، بوش الأب، كلينتون، بوش الابن، بوش الابن، أوباما· اندهشت فعلا لهذا الديكتاتور الذي عاصر خمسة رؤساء أمريكيين، إثنان منهم لعهدتين· ولكن فجأة تذكرت أن هناك بلدا لم يعرف في تاريخه سوى رئيس واحد منذ استقلاله· رئيس واحد على مدى 42 سنة، رئيس يتذكره جد والدك ووالدك وأنت وولدك· وهالني الأمر وأنا أتمعن في أمر الزعيم الليبي معمر القذافي· على هذا نحن في الجزائر أحسن حال من الشقيقتين مصر وليبيا، فنحن في خمسين سنة عرفنا 7 رؤساء· كدت أقول هذا لولا أنني تذكرت أن عاما من حكم نظام علينا بألف عام مما يعدون·