لم يكن الشاب المدعو (ج. مصطفى) البالغ من العمر 27 سنة، ينوي قتل ابن حيه لولا استفزازاته المتكررة له ومحاولته الاعتداء عليه أولا بواسطة سكين، خاصة بعد الخلاف الذي نشب بينهما قبل الواقعة بسبب تحرّش هذا الأخير بعمته وببنات الحي ككل، عندما كان يجلس مقابلا لمسكنه، الأمر الذي ولّد لديه العشور والرغبة في الدفاع عن شرفه، الرغبة التي سرعان ما تحوّلت إلى جريمة. بتاريخ 6 فيفري من سنة 2010 خرج المدعو مصطفى من منزله الكائن بحي بوبصيلة، ليجد جاره الضحية يجلس مقابل بيته، هذا ما أثار غضبه وطلب منه بإلحاح مغادرة المكان، خاصة وأن هذا الأخير كان كثير التحرّش بالفتيات، غير أن الضحية رفض ذلك ودخل في شجار معه حاول خلاله الضحية الاعتداء على المدعو مصطفى، ولم يتمكن من ذلك بسبب تدخل أبناء الحي الذين فكوا الشجار، لكن الضحية حاول التأثر منه، وفي حدود الساعة السابعة والنصف من مساء ذلك اليوم قام بترصده عندما كان عائدا إلى منزله بعدما أنهى تدريباته الرياضية بغابة المياه القديمة، وبمجرد وصول المدعو مصطفى إلى الحي تفاجأ بالضحية جاره يتهجم عليه وهو حاملا لسكين، ومن أجل الدفاع عن نفسه، أخرج هو الآخر السكين الذي كان يحمله معه تحسبا لاعتداء كان يتوقعه، وخلال ذلك قام هذا الأخير بطعن الضحية بواسطة السكين على مستوى فخذه مما تسبب قطع شرايينه التي أدت إلى نزيف حاد تسبب في وفاته مباشرة بعد الحادثة، وهذا بعد فرار الجاني، ليتم بذلك نقل الضحية إلى مستشفى زميرلي بالحراش. ومن مصلحة الاستعجالات تم إرسال نداء إلى مصالح أمن ولاية الجزائر مفاده تواجد شخص توفي بسبب تعرّضه لجرح خطير على مستوى الجهة العليا للفخذ الأيسر بواسطة آلة حادة أردته قتيلا، حيث أثبتت الخبرة الطبية أن عمق الإصابة كان 30 سنتيمترا، وعلى إثر ذلك تنقلت مصالح الأمن إلى عين المكان حيث تم معاينة الضحية وفتح تحقيق في القضية والتوصل إلى الفاعل، وهو المدعو (ج. مصطفى)، هذا الأخير الذي اعترف أثناء استجوابه بطعن الضحية بواسطة خنجر كبير من نوع ''كلونداري'' بسبب خلاف بينهما، وصرح بكل الوقائع، ليتم فيما بعد إحالة المتهم على محكمة جنايات العاصمة بتهمة الضرب والجرح العمدي المفضي إلى الوفاة دون قصد إحداثها. وخلال جلسة المحاكمة، أول أمس، أكد التهم (ج، مصطفى) أنه لم يكن ينوي أبدا قتل الضحية، وإنما حاول تخويفه فقط، مشيرا إلى أنه اعتدى عليه بسبب استفزازه له وأنه هو من حاول قتله ليلة الوقائع لولا تدخل أبناء الحي الذين فكّوا الشجار، مضيفا أن الضحية كان يتحرّش بعمته وبنات الحي أمام مرأى الجميع. من جهتها، النيابة العامة في مرافعتها اعتبرت المتهم مذنب خاصة وأنه حضر للاعتداء على الضحية عندما حمل السكين معه ووجه له طعنة على مستوى منطقة حساسة، وهي فخده الأيسر، مما تسبب في وفاته بسبب عمق الطعنة وقطع شرايينه، ليطالب في الأخير بعقوبة 15 سنة سجنا نافذا في حقه.