بحكم أنكم على صلة بالبحث العلمي في مجال العلوم الطبية وتشرفون على تسيير كلية الطب، ما تقييمكم لوضعية البحث العلمي في العلوم الطبية؟ أولا، أريد القول إن البحث العلمي في العلوم الطبية يعد ضرورة، لدينا مخابر علمية في علوم الطب والصيدلة وجراحة الأسنان تضم فرقا من الباحثين في هذه المجالات تحت إشراف رؤساء المخابر، وكل عام يتم تقديم مشاريع بحث يتراوح عددها ما بين 5 و6 مشاريع· نهاية الأسبوع الماضي منحت المصادقة على مشروعين خلال السنة الجامعية الجارية، وما أريد أن أضيفه أن هناك بعض التخصصات التي تتطلب تجهيزات ومعدات تقنية متطورة، بالرغم من ذلك لدينا نخبة من الباحثين والأساتذة لديهم علاقات مع دول أخرى تندرج في إطار التعاون لتطوير هذا الشق من العلوم· إذا كان تقييمكم لوضعية البحث العلمي في العلوم الطبية على هذا النحو، ما تعليقكم على التصنيف الذي أعدته مديرية البحث العلمي للتطوير التكنولوجي الذي يثبت أن وضعية البحث العلمي كارثية، باعتبار أن الجزائر تحتل مراتب متدنية في سلم الترتيب مقارنة ببقية الدول الإفريقية؟ لا أتفق مع هذا الطرح، وأعتقد أن هذا التصنيف لا أساس له من الصحة، ولا يمكن أن ننطلق من مبدأ المقارنة التي من شأنها أن تلغي المجهود المبذول في هذا المجال، لدينا حاليا 11 كلية طب على المستوى الوطني يؤدون وظيفتهم على أكمل وجه من أجل تكوين أطباء المستقبل وصيادلة وجراحي أسنان· صحيح، أننا بحاجة إلى مختصين وأساتذة باحثين من أجل توفير تغطية صحية شاملة، وأريد التأكيد على أن البحوث التي يتم إنجازها في مجال العلوم الطبية قليلة لكنها ذات نوعية، وأعتقد أن هذا هو الأهم، لأن العبرة بالكيف وليس بالكم، وما الفائدة أن يكون عددها كبير ونوعيتها رديئة· هل نفهم من قولكم هذا أنكم تسجلون عجزا في التأطير في فئة الأساتذة الباحثين؟ بالطبع، هناك أساتذة باحثين لكن عددهم قليل جدا، فهم يمارسون نشاطهم في المستشفيات ويشرفون على تأطير طلبة الجامعات وأساتذة الطب في تخصص الجراحة، لكن تمركزهم في الشمال أكثر من الجنوب على غرار الأغواط، وتندوف···الخ، وهدفنا هو ضمان التغطية الصحية الشاملة لكل الشعب الجزائري·