يرى الكثيرون أن أياد خارجية تثير الفتنة الطائفية في إيران، والمقصود أن إيران هي التي تقف وراء تحريض شيعة البحرين من أجل تأزيم الوضع في البلاد؟ هذا غير صحيح، وإن كان هذا الطرح يتردد في أكثر من وسيلة إعلامية خليجية، بما فيها الإعلام البحريني الرسمي، الواقع أن ما يحدث في البحرين لا علاقة له بالطائفية، الشعب خرج للتعبير عن سخطه من الأوضاع الاجتماعية المتردية في البلاد، الشباب البحريني يعاني من البطالة في الوقت الذي تطالعنا فيه الإحصاءات الرسمية عن نمو الاقتصاد الوطني، غير أننا لم نر ذلك ينعكس على مستوى المعيشة لفئة عريضة من البحرينيين· تقولون فئة عريضة، هل المقصود الشيعة الذين يقال أنهم يعانون من الاقصاء؟ مثلما قلت القضية لا تخص شيعة البحرين وحدهم، فهناك من الإخوة السنة الذين خرجوا في المظاهرات، غير أنه ليس من المعيب أو من التخوين الحديث عن الإقصاء الذي يعاني منه الشيعة في كثير من القطاعات الرسمية في البلاد، لا يمكن الاستمرار في تخوين كل من يتطرق لهذه المسألة، الشيعة ليسوا أقل وطنية ويعشقون أرض البحرين ولا يمكن أن نتحالف مع أي من الدول الخارجية ضد مصلحة بلادنا، لكن هذا التهويل والاتهامات بالخيانة لن يمنعنا من المطالبة بحقوقنا بصفتنا مواطنين بحرينيين في المقام الأول وليس شيعة ولا سنة· في هذا المقام لا بد من التأكيد على أن البرلمانيين الشيعة رفعوا شعار ''لا سنة ولا شيعة، الشعب يريد الحرية''، ما يعني أن الشعب البحريني متفق على ضرورة إجراء إصلاحات سياسية على غرار الإصلاحات الاقتصادية· وهل يكون ذلك بسقوط قتلى ومواجهات عنيفة؟ هذا ما نعيبه على النظام، لقد قابل المظاهرات السلمية بعنف لم يكن يتوقعه أي أحد، لقد أطلقوا النار والرصاص الانشطاري على الشباب، في اليوم الأول سقط قتيلان وما زلنا اليوم نعد الضحايا من الجرحى، لا يعقل أن يتم التعامل مع مطالب مشروعة بمثل هذا الأسلوب الذي من شأنه زيادة سخط المواطنين، كل ما نطالب به هو إصلاحات سياسية تضمن حق كل المواطنين بغض النظر عن طائفتهم·