أن يعثر المتظاهرون الليبيون على أشخاص مسلحين من دول مجاورة، يقومون بأعمال إرهابية، فهذا لا يعني أن بلدان هؤلاء الأشخاص تتآمر على الشعب الليبي وتريد افتكاك حقه في استكمال معركته ضد النظام القائم هناك· ما يحدث في ليبيا من جرائم بشعة هي من صنع مليشيات القذافي وعائلته وأعوانه· وما يحدث من مظاهرات واحتجاجات هي من صنع الشعب الليبي وحده، العازم على الإطاحة بأقدم ديكتاتور في العالم، سلب ليبيا كرامتها وأهدر ثرواتها وبدد أحلام مواطناتها ومواطنيها· كان النظام الليبي على مدار أربعة عقود يمارس الإرهاب بكل أشكاله، ضد مواطنيه وضد المهاجرين المقيمين في ليبيا· وكان يقوم بعمليات تفجير وتخريب على أراضي بلدان أخرى في أوروبا وإفريقيا وآسيا وأمريكا· وكان يتحرش ب (مدن غير ليبية) مجاورة ويسعى لاحتلالها· كانت يده السوداء تمتد إلى كل مكان وتعيث في الأرض فسادا· لقد يتّم هذا النظام السادي أطفالا ورمّل نساء وسجن أبرياء وطارد أحرارا· ولم يحدث أن تجرأ أحد من المتضررين واتهم الليبيين بذلك، فقد كانت الأصابع توجه إلى المدبر الأول؛ معمر القذافي المعروف عنه ارتباطه بشبكات المافيا العالمية وأجهزة الاستخبارات وخلايا الإرهابيين، كما أن فرق المرتزقة كانت باستمرار جزءا من بنية النظام الأمني الرسمي الذي اختاره القذافي ليحكم به ليبيا· ليبيا التي تحولت على يديه إلى معبر عالمي لتهريب المخدرات وسوق لتجارة السلاح· وهكذا تحولت الدولة في ليبيا إلى ما يشبه تنظيما خطيرا يخشاه ويتقي شروره الجميع· وبقيام انتفاضة 17 فبراير، تداعت أركان هذا الدولة وانهارت تماما فلم يعد ممكنا التحكم في منظومة الشر الكامنة في أجهزتها· لقد طفت الحقيقة البشعة على السطح، فوجد الليبيون أنفسهم أمام مشاهد هستيرية لم يتوقعوها أبدا· وهكذا تعالت الصيحات والاستنجادات وكثرت الأقاويل وتفشت الإشاعات وتعالت التصريحات وانتشرت تلك الاتهامات من هنا وهناك، عن جزائريين وتونسيين ومصريين يمارسون القتل ضمن صفوف كتائب النظام· وبالمقابل اتهم النظام الليبي جزائريين ومصريين وتونسيين بالانضمام إلى كتائب المتظاهرين· والواقع أن ما يحدث في ليبيا من قتل وترويع وسفك دماء يتحمل وزره نظام القذافي وحده· وما يجري من مظاهرات واحتجاجات هو من صنع شابات وشباب ليبيا العازمين على تحرير بلادهم من نظام العبودية المهيمن على حياتهم منذ أربعين عاما· يا أحباءنا في ليبيا·· خوضوا معركتكم بشرف وكبرياء، واقتدوا بصناع ملحمتي ثورة الصبار في تونس وثورة ميدان التحرير في مصر، الذين أبهروا العالم بأجمل رسائل حب أطلقوها في السماء فوصلت قلوب العالمين في كل مكان· يا أحباءنا في ليبيا·· إنها معركة بين السلام والإرهاب، فكونوا المنتصرين لأنكم أصحاب السلام·