أصدر عبد المالك رمضاني، أحد أقطاب ما تسمى ''السلفية العلمية'' في الجزائر فتوى يحرّم بمقتضاها المظاهرات، التي يعتبرها ''مخالفة للإسلام''· وقال رمضاني في نص الفتوى الذي يقع في 48 صفحة -حسبما نقلته وكالة رويترز للأنباء- تحت عنوان ''حكم المظاهرات'': ''ما دام الحاكم مسلما فلابد من الاستماع إليه· فإن المجتمعين ضده قصدهم منازعته في منصبه وإحلال غيره محله وقد حرم النبي منازعة السلطان في إمارته مادام مسلما''· وأضاف أن ''اختلاط الرجال بالنساء أثناء المظاهرات حرام''· وقال إن المسلم التقي ولمواجهة الظلم والحاكم غير المرغوب فيه أن يلجأ ''للصلاة والصبر''، وأضاف ''أن العلماء قد تكلموا عن هذه الوسيلة (المظاهرات) التي استحدثها النظام الديمقراطي المخالف للإسلام وبينوا فسادها''· ويأتي نص هذه الفتوى في وقت كثر فيه الحديث عن المظاهرات والمسيرات التي بقيت ممنوعة في الجزائر العاصمة، منذ سنة 2001 وفق تعليمة حكومية كان قد أصدرها رئيس الحكومة حينها علي بن فليس، في سياق ما عرف حينها بالربيع الأمازيغي الأسود· ويبدو أن عبد المالك رمضاني، لم يأت بأي جديد من خلال هذه الفتوى التي جاءت تكرارا لفتوى سابقة كان قد أصدرها مفتي عام المملكة العربية السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، التي قال فيها إن ''المشترك في المظاهرات والمنضم إليها يقاتل في سبيل الطاغوت والشيطان''· وجاءت فتوى شيخ ''السلفية العلمية'' ومفتي المملكة السعودية في سياق رياح الاحتجاجات والانتفاضات في العالم العربي والتي امتدت إلى المملكة السعودية بدعوة الكثير من رموز الثقافة والفكر الذهاب إلى مملكة دستورية ورد عليها المفتي بالقول: ''كل صاحب ضلالة ومبدأ خبيث وكل من في قلبه حقد على الأمة ويحقد على المجتمع المسلم، يلبسون فسادهم وضلالهم بثوب الإصلاح يجعلون فسادهم وضررهم ومخططهم السيء إصلاحاً وهذا مبدأ خطير وخلق المنافقين وأعداء الدين''·