عندما فتحنا أعينَنَا على شَسَاعةِ هذه البلادِ الواسعةِ ''مثل إفريقيا'' - بتعبير الشاعر سعدي يوسف-، كانت أحلامُنَا الصغيرةُ تتسلقُ الذاتَ المستلبةَ -على أكثر من صعيدٍ- كنا نرنُو إلى أفقٍ مفعمٍ: بالحبِّ، والخيرِ، والخيلاءِ. كانتِ الجزائرُ في مخايلِنَا مشروطةً: بالحدائقِ المعلّقةِ، وأسرابِ الكواعبِ الأترابِ، الرّافلاتِ في حُلَلِ: الرّفاهِ، ورغدِ العيشِ.. كانتِ الأرضُ الطيبةُ تنضحُ بدماءِ الشهداءِ الأبرارِ، وعَرَقِ المجاهدينَ الأخيارِ.. كان الخطابُ الثوريُّ، الرومانسيُّ، ورنينُ مفرداتهِ المشفوعةِ بالوعودِ الجميلةِ، يجعلُ منّا أفرادًا يطمحونَ لتأكيدِ الذاتِ المعطوبةِ بفعلِ التاريخِي، والقمعِي، وإلى النهوضِ القويِّ بهدفِ المشاركةِ الموصوفةِ في التأسيسِ، والتأصيلِ، والحفرِ، ونشرِ العقلانيةِ، وإشاعةَ النّورِ، والتنويهِ بالحداثةِ، والإشادة بمنجزات العصر. لكنْ الظاهرُ أن أحلامنَا كانتْ من الهشاشةِ بمكانٍ.. استيقظنَا ذاتَ صباحٍ على صوتِ الخرابِ، ولعلعةِ الرصاصِ، وصَدَى الأغانيِ المترعةِ بالدماءِ والدّموعِ، والجراحاتِ التي لا تزالُ تنزُّ بالألمِ، والقهرِ، والحسرةِ الكاويةِ - وتأكدَ لدينَا يومئذٍ - بأنَّ أحلامَ الفقراءِ -هي الأخرى- غير قابلةٍ للتحققُ.. وانهمرنَا في شلالٍ من الحزنِ المعرّشِ: إشفاقًا، وخوفًا على البلادِ الواسعةِ الجميلةِ أن يخرّبهَا الرُّعاعُ الطالعُ من أطرافِ المدينةِ، وأنحاءِ اللغةِ، ومداراتِ الجغرافيا، وأمداءِ التاريخِ.. قلنا لماذا لا نجرّبُ المغامرةَ في حدائقِ الكتابةِ، وغاباتهاَ، وأجماتهاَ، وأصقاعهاَ.. هيّأناَ أنفسناَ للغمارِ، انخرطناَ في صهيلِ النّصِ، وتحوّلاتهِ، وعذاباتهِ، وإحباطاتهِ، جنتهِ، وجحيمهِ، كابدناَ، وتَكَبَّدناَ، وعُلِّقناَ من الذاكرةِ، وتحمّلنا العذَابَ، والقهرَ، والمهانةَ، والتهميشَ، وقلنا بصوتٍ عاليِ النبرةِ، نحاسيِّ الإيقاعِ، إن الجزائرَ تستحقُ أكثرَ من هذا.. شمرناَ السواعدَ، وصوّبناَ المراياَ، وأسرجناَ الصّافناتِ الجيّادَ.. وقلنا للبلادِ الجميلةِ نفصدُ دمناَ وما يزيدُ.. إبداعياً أنتميِ لما يعرفُ ب ''جيل السبعينيات'' هذا الجيلُ الذي عايشَ الثورةَ واكتوَى بحِمَمِهَا، وشُواظِها، وانخرطَ في الإبداعِ ، والتجريبِ، والتعبيرِ عن صدماتِ الذاتِ، وجراحاتهاَ الغائرةِ.. الكتابةُ في مرحلةِ السبعينياتِ كانتْ - في مجملها - تسعىَ للتعبيرِ عن قضاياَ الفقراءِ، والفلاحينَ، والعمالِ، والطبقةِ الرَّثَّةِ، هناك الكثيرُ من أدباءِ هذه المرحلةِ كانتْ لهمْ إضافاتٌ واضحةٌ وملفتةٌ في المشهدِ الثقافيِ الجديدِ، المصحوبِ بالكثيرِ من الضَّخِّ الإعلاميِّ الذي كانَ مسلطاً على بعضِ الأسماءِ، خاصةً تلكَ المتواجدةَ بالعاصمةِ ، والتي كانتْ تعملُ تحتَ رايةِ الحزبِ وإشرافهِ، تبّشرُ بقيمهِ، وأدبياتهِ، وطروحاتهِ التي انهارتْ عندما لامستْ وهجَ الحقيقةِ الساطعِ.. بالكتابةِ أحقِّقُ أنطولوجيةَ الذاتِ والإبداعِ، وأبنِي عوالمَ من الفيضِ، والبهجةِ، والفرحِ الغامرِ.. بالكتابةِ أتواصلُ ، وأهجسُ في ثبجِ المرايَا، وهي تتماهى في لُجَجِ الغمرِ، لمحاصرةِ المَقتِ الصّارخِ، والزّاحفِ نحوَ تدميرِ حدائقِ النّورِ في مناحِي الكتابةِ التي هي الحياةُ في شكلهَا المعرفيِّ الزاهِي. أولُ لقاءٍ لِي بالقصيدةِ كان عام 1967 إثرَ النكسةِ المريرةِ التي هزتِ الوجدانَ العربيَّ من الماءِ إلى الماءِ، تلكمُ النكسةُ الكريهةُ حركتْ في كيانِي الغضِّ، مشاعرَ غريبةً، جعلتنِي أعيشُ حالاتٍ من التِّيهِ، والتّوترِ، والزّوغانِ. من هنا كان احتكاكي بالقصيدةِ في شكلها البسيطِ، أعني إفراغَ نوازعِ الذاتِ، وأوجاعهَا في قالبِ شعريٍّ بسيطٍ، ساذجٍ، وعفْويٍّ، لا يرقَى إلى مراتبِ القصيدةِ الإبداعيةِ المتماسكةِ. لقائِي بها كان محتدِماً، ضاغِطاً، فجّرَ الكثيرَ من الجيوبِ التي كانتْ تحت قشرتهاَ يمورُ الكثيرُ من الماءِ، والزَّقوِ، والصراخِ الإبداعيِّ، الذي لازالتْ نسوغُهُ تتجلىَّ، وتلمعُ كاشطةً الكثيرَ من الغبارِ، والنقعِ الذي رانَ على الأمكنةِ، والأزمنةِ، والقلوبِ، التي أوجعتهَا تلكمُ الضّرباتُ القاسيةُ التي أَتَتْ على ضفافِ الجسدِ العربيِّ الواهنِ. نكتبُ القصيدةَ، أم تكتبنَا؟ نذهبُ إليها، أو تجيءُ إلينا؟ ليس ذلك هو الأهمُ، والأجملُ، والأبقَى، والأرقىَ؟ الذي يجبُ أن يتحققَ في ظلِ معطَى الذاتِ، وتجلياتِ المعنَى، وتحولاتِ الأنَا في بوْحهاَ، وانكتامهَا، في صمتهَا، وصراخهَا، في صلابتهَا، وتشظِّيهاَ، في زهوهَا، وامِّحاقهَا، هو كيفْ نلملمُ الإبراقاتِ، والإشراقاتِ المتناثرةَ؟ كيف نسمِي اللغةَ، والمعنَى، والبهاءَ الذي يتسربُ من بين أصابعنَا، وفتحاتِ دمنَا؟ ويذهبُ إلى أرضٍ بعيدةٍ، وتخومٍ لا تسمَّى، ولا توصفُ، ولا يحاطُ بها. القصيدةُ تظّلُ صعبةً، وعصيةً، وحَرونًا، ومشاكسةً، تذهبُ في نثارِ المعنَى، والمساءلةِ، والانزياحِ، والتّماهِي، والتّحولِ الذي يكونُ في صخبٍ دائمِ الجريانِ، والبَوْحِ، والعُلَوِّ الجميلِ. إن القصيدةَ - وهي تخرجُ من ظلالِ الأخيلةِ، وطقسِ الولوجِ - تبقَى حالةً غيرَ ثابتةٍ، ولا مستقرةٍ، إنها صفةُ التَّرحُّلِ، والهبوبِ الذي يسعَى - بِكَدْحٍ موصوفِ - لترشيدِ المعنَى، وتثبيتِ اللّحظةِ الشّعريةِ المتساوقةِ، وهي تحفرُ مجاريهَا، وسياقاتهاَ التّاريخيةِ، والجماليّةِ، لرصدِ اللّحظةِ وهي تتولَّى محاولةَ الإجابةِ، والإفصاحِ عن معياريةِ وجدوى الأسئلةِ الأكثرَ إلحاحًا، ووُجوبًا في مجرى الصخبِ الهادرِ.. كيفَ تنجِزُ القصيدةُ فاعليتهَا وجماليتهَا، وقولهاَ الشفيفَ، ولمعهاَ الظريفَ، في تناسخِ اللحظةِ، والموقفِ وهو يتواثبُ، ويرمحُ، ويعلُو، ويسفُلُ ساعياً لتعميقِ، وتسميةِ أقنومِ الذّاتيةِ، والجماليّةِ، التي تصبغُ على القصيدةِ معناهَا الجميلَ، وملمحهَا الثَّرَّ، المفتوحَ على أفقِ التّجربةِ والذّاتِ، ومحيطهماَ الواسعِ. يكذبُ من يقولُ: إنه بالمستطاعِ القبضُ على ماهيّةِ القصيدةِ، وذاتهاَ، ونتروناتها، وهي تتشكَّلُ في المرأى، والمخيالِ، لأنها حالةٌ من التّماهِي، والشّطحِ، والتجلِّي، والانطراحِ الذي لا حدودَ له، لأنّهُ يَمْتَحُ من الذّاتِ، وينحتُ من ميراثهَا، وجِبلّتهَا، ما يحقّقُ السُّطوعَ، والتّمايزَ، المؤثَّثَ والمنسرحَ، الذي هو -ربما- شرطُهَا، ومنتهاهَا، وهي تتخلّقُ في معراجِ التّشظِي، والاجتراحِ، والنّشيجِ، الذي يَسِمُ القصيدةَ، ويعطيهَا ملمحها الآخرَ، أعني: اسمها، وهمسها، وظلالها، وألوانها، وفصيلةَ دمهَا، ومناخاتهاَ، التي تخرجها من مدارِ الغبارِ، والتّيهِ، لتبدعَ قولهاَ، ومقولهاَ، وتحقّقُ انْوِجَادهَا الجمالِي، وأُسَّهَا الشّرطي الذي يدفعُ بها إلى تخومِ النّصِ، وفيوضاتهِ، ومباهجهِ العارفةِ لتؤسّسَ لِذاتهاَ: اللّغةَ، والسّمتَ، والبصمةَ. القصيدةُ ليستْ مرْكبًا سهلاً، ولا أرضًا مُشاعاً إنها لحظةُ صدقٍ، ونبرةُ برقٍ، ومقامُ عشقٍ، مع الأنَا، والموضوعِ، والكينونةِ.. ذهابٌ بهيٌّ في بروجِ المعنَى، وبراريهِ، ومضايقهِ، التي لا تنفتحُ، ولا تنقدحُ، ولا تبوحُ إلا إذا كنتَ تملكُ السرَّ وما خفيَ إنها غيرُ متاحةٍ، ولا مباحةٍ، ولا متواجدةٍ إلا في معراجهَا المعلّقِ بين المعنَى والمعنَى.. أعني بين الصّدقِ، والإيمانِ، والأريحيّةِ الصّافيةِ الخِلْوِ من الغدرِ، والخبثِ، والدّياثةِ، والعدميّةِ. القصيدةُ الكبيرةُ، والمنجزةُ في سِجِّلِ المدوّنةِ الشّعريةِ الإنسانيةِ، هي تلكمُ القصيدةُ الملتحِمةُ، والمنصهِرةُ في مِرْجَلِ اللّغةِ، وفرنهاَ الجميلِ، والصاعدةُ من صهدِ نفوسٍ جميلةٍ، مشرقةٍ، نورانيةٍ، كادحةٍ، تَنْشُدُ النصَّ، وتطلبهُ بصبرٍ، وجَلدٍ، وتحنانٍ، ودفقٍ، وشَجْوِيةٍ لصيقةٍ بالذاتِ، وحالاتهاَ المتورّمةِ التي تظلُّ في انبهاقٍ دائمٍ، ومبهجٍ، من أجل الميلادِ السويِّ في ظلِّ حيويةِ اللغةِ، وإشراقهاَ المشبعِ برؤيويةٍ، بهائيةٍ، دالةٍ، ومنتقاةٍ، ومجترحةٍ، غائيتهَا المثلى: القصيدةُ، وبيتهاَ العامرُ بأطيافِ السّموقِ، والحكمةِ، والبذخِ البليغِ الذي يشملُ القصيدةَ وهي تتكوّنُ، وتسمَّى، وتتوطّنُ، وتنقالُ.. لقد كانتِ القصيدةُ لِي: أفقًا ومرفقًا، مسلكًا ونفقًا، قمرًا وشفقًا، ورداً وعبقًا، طمأنينةً وأرقًا، حكمةً ونزقًا، نافذةً مشرعةً وبابًا مغلقًا، نجاةً وغرقًا، عطشًا وماءً غدقًا. القصيدةُ ليستْ حروفاً تكتبُ، ولا أفكارًا تطلبُ، إنها حالاتٌ تدورُ، ومياهٌ تفورُ، وسماواتٌ ونورٌ، أحزانٌ وسرورٌ، شياطينٌ وحورٌ، وفضاءاتٌ في أفلاكٍ تدورُ. التجربةُ الإبداعيةُ والكتابيةُ، تحققتْ، وتفتقتْ، وانبثقتْ، وتدفقتْ، وأشرقتْ، جرّاءَ الحفرِ الثقافي، والعشقِ المعرفي.. عشتُ، وعايشتُ الكثيرَ من الصعابِ، والإحباطِ، تمَّ ذلك في جبالِ أولادِ عطيةَ، وشعابهاَ، وبراريهاَ، غداةَ الثورةِ التحريريةِ الكبرى (54 -62 ) كانتِ العائلةُ مطلوبةً، ومطاردةً من قبلِ الاستدمارِ الغاشمِ، كان لزاماً علينا أن نظلَّ في هروبٍ دائمٍ، ولكمُ أن تتخيلُوا حجمَ الآلامِ، والجراحِ التي تصابُ بهاَ النفسُ، والذاتُ وهي مهددةٌ ومشردةٌ. التجربةُ كانت داميةً، وقاسيةً، وضاغطةً، فقدتِ العائلةِ خلالهاَ أخي الذي يليني، عانيناَ التشردَ، والفقرَ، والحرمانَ، والمرضَ، من هنا جاءتِ التجربةُ الإبداعيةُ، تطفحُ بالكثيرِ من الآلامِ، والأحزانِ، والمفرداتِ، والصيغِ التي تحيلُ إلى الغبنِ، والألمِ، وشظفِ اليومِي، وقهرهِ الناشبِ، وملمحهِ السالبِ. التحصيلُ الدراسيُّ بدأَ في سنِّ الخامسةَ عشرةَ، كان طلبُ العلمِ - بعد الاستقلالِ - يعدُّ مطلبًا حياتياً، وجودياً.. كنا نذهبُ إلى الكُتَّابِ في ظروفٍ قاسيةٍ وصعبةٍ.. الفقرُ، والمسغبةُ، وقسوةُ الطبيعةِ، والجراحاتُ النفسيةُ، والمعنويةُ التي عشناهَا حفرتْ أخاديدَ عميقةً في نفوسناَ الغضةِ، ما عمَّقهاَ، وقوّاهاَ - أيضا- الرغبةُ الواضحةُ، والشديدةُ في التحصيلِ والمعرفةِ، إن تحريرَ النفسِ من الجهلِ كان مرادفاً لتحريرِ البلادِ من ظلمِ الاستدمارِ وجبروتهِ. الإحساسُ باليتمِ الأدبيِّ والمعنويِّ، والجدبِ العاطفيِّ الذي صاحبَ الحياةَ وعمّقَ مجراهاَ كان له النصيبُ الأوفرُ في مدِّ التجربةِ، بعناصرِ الحصانةِ، والثراءِ، والإشعاعِ، والنُّبلِ.. أستطيعُ القولَ - دون ترددٍ- بأن التعويلَ على الذاتِ كان العامل الأول والأساس في تعميق العصاميةِ، وتأصيلِ خطيةِ الإبداعِ والكتابةِ. يقينًا هناك الكثيرُ من الأشياءِ الكامنةِ تحت تربةِ الواقعِ - هي الأخرى - ساعدتْ على تعميقِ المسعَى وتأثيثِ المشهديَةِ الإبداعيةِ، وتنشيطِ نسوغهاَ، ومدّهاَ بزيتِ النارِ المقدسةِ.. ما مرتْ به البلادُ في العشريةِ السوداءِ كان له الأثرُ الواضحُ، والمميّزُ في سياقِ التجربةِ، وتمخضاتهاَ.. هنا يجبُ أن لا يغيبَ عن البالِ، وهجُ، وظلالُ، ومكتنزاتُ المدونةِ الشعريةِ العربيةِ، بل والإنسانيةِ التي تفيضُ، وتَبْرُقُ، وتشرقُ بالحديثِ الشجيِّ عن المكانِ وجمالياتهِ، وتداعياتهِ وصبواتهِ الآسرةِ. آن كتابة النصَّ الشّعري تنتابني الحيرة، وتتلبسني الدّهشة، ويحتلّني الارتباك.. أدخل حلات الجذب والتوهان.. إن الاقترابَ المبدعَ من عوالمِ النصِّ الشّعري ليس بالسّهولةِ التي يتصوّرها الدُّخلاءُ الذين لوّثوا مدينةَ الشّعر الجميلة، وأفسدوا مباهجها العذبة، وهي تذهب في الحفرِ، والمساءلةِ واحتلابِ الدّهشةِ، وتبيئةِ نصٍّ يفيض بالعرفانيةِ، ويبرقُ بالتّجلياتِ وهي تتخفُقُ في مدارِ المعنى، وسماءِ القولِ. في قصيدتي أحلمُ، وأبتني عوالمَ الغرابةِ والدهشةِ، وأتواشجُ مع الأنطولوجيّةِ المتماهيةِ معَ نُسوغِ الذّاتِ وشطحِ المخيالِ، وقهرِ الأنا. الحالةُ الشعرية الحقّة هي لحظة ابتهال، ومجال أهوال، وقول ما لا ينقال، وسرمدية المآل، الذي نذهبُ نحو أفقهِ ومدارهِ معوّلينَ على الصدقِ، والمثابرةِ، وجدليةِ المعنى وبكارةِ العبارةِ وعذريتهَا وهيَ تتزيَّا في معارجِ القولِ وأفضيةِ البهاءِ. إبداعُ النصِّ الشعري حالة عالية و ملتبسة من العشق الصوفي، والولهِ العذري والبكائيةِ الحزينةِ التي تجترحُ الأغوارَ، وهي تميلُ إلى أُفولٍ لا يُوصَفُ، وطريقٍ لا يعرفُ...