قال متحدث باسم الحكومة الليبية، إن ممثلين ليبيين مستعدون لعقد المزيد من المحادثات مع الولاياتالمتحدة ومع الثوار المطالبين برحيل العقيد معمر القذافي، وذلك في وقت تم الكشف عن تفاصيل مبادرة دولية بشأن ليبيا تشمل وقف إطلاق النار وتشكيل سلطة انتقالية مناصفة بين الحكومة والمعارضة. وقال المتحدث موسى إبراهيم، إن مسؤولين ليبيين كبارا عقدوا ''حورا بناء'' مع نظرائهم الأمريكيين، الأسبوع الماضي، في اجتماع نادر عقب اعتراف واشنطن بالمجلس الوطني الانتقالي الذي تشكل بعد اندلاع الاحتجاجات في فيفري الماضي. وأبلغ إبراهيم الصحفيين في طرابلس، أول أمس الجمعة، أن حكومة بلاده تعتقد أن عقد اجتماعات أخرى في المستقبل سيساهم في حل المشكلات الليبية، وأنها راغبة في التحدث إلى الأمريكيين أكثر.ومع تشبث القذافي بالسلطة رغم مرور خمسة أشهر على اندلاع الاحتجاجات التي تحوّلت إلى مواجهات مسلحة وحملة قصف مطولة من قبل حلف شمال الأطلسي (ناتو) فإن الغرب يأمل على نحو متزايد في التوصل لتسوية للصراع هناك. وتأتي تصريحات المسؤول الليبي بعد أن قال دبلوماسي أوروبي، إن مبعوث الأممالمتحدة إلى ليبيا عبد الإله الخطيب سيقترح وقفا لإطلاق النار تُشكل بعده فورا سلطة انتقالية مناصفة بين الحكومة والمعارضة لإدارة شؤون البلاد مع استبعاد القذافي وأبنائه. وتشرف هذه السلطة المقترحة على إجراء مصالحة تُفضي إلى انتخاب جمعية تأسيسية تضع دستور ليبيا الجديد. ووفقا للدبلوماسي، فإن السلطة الانتقالية ستعين رئيسا وتدير قوات الأمن وتشرف على عملية مصالحة وصولا إلى انتخاب جمعية تضع الدستور. لكن الخطيب نفسه أحجم عن كشف تفاصيل مقترحاته، وقال لرويترز في العاصمة الأردنية عمان، إن الأممالمتحدة تبذل جهودا مضنية لخلق عملية سياسية تقوم على ركيزتين، هما الاتفاق على وقف إطلاق النار والتوصل في الوقت نفسه إلى اتفاق لإقامة آلية لإدارة الفترة الانتقالية. وعبر عن أمله في أن تطلق موافقة الطرفين على هذه الفكرة عملية سياسية تمهد في نهاية المطاف للتوصل لحل سياسي للأزمة. من ناحيته، قال المسؤول الإعلامي في المجلس الوطني الانتقالي الليبي، محمود شمام، إن مبادرة الأممالمتحدة ولدت ميتة، وإذا لم يتنح القذافي بشكل واضح لن تكون هناك مباحثات مع أي جهة بما فيها مبعوث الأمين العام للمنظمة الدولية. وبينما يتواصل القتال بين الثوار وكتائب القذافي، أعلن التلفزيون الليبي أن القذافي ألقى خطبة أخرى أمس السبت وجهها هذه المرة للشعب المصري بمناسبة ثورتهم، ليست ثورة هذا العام التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك لكن الثورة التي تزعمها جمال عبد الناصر في .1952 في غضون ذلك شن طيران حلف شمال الأطلسي (ناتو) فجر أمس السبت سلسلة غارات على مناطق متفرقة وسط العاصمة الليبية طرابلس، في وقت لا يزال القتال متواصلا بين الثوار وكتائب العقيد معمر القذافي في عدة مناطق من البلاد، فيما دفع الجيش التونسي بتعزيزات عسكرية إلى الحدود الشرقية مع ليبيا. وأفادت وكالة الأنباء الفرنسية بأن ما لا يقل عن سبعة انفجارات عنيفة وقعت وسط طرابلس، حيث سمع في البداية دوي ثلاثة انفجارات أعقبها دوي انفجارات أخرى. واستهدف الناتو في غاراته الليلية مقر إقامة القذافي بباب العزيزية وسط طرابلس، وهو مكان سبق أن استهدفته غارات سابقة. وأفاد شهود عيان بتصاعد ألسنة اللهب في الأماكن المستهدفة التي هرعت إليها سيارات الإسعاف، كما نقل شاهد عيان لوكالة رويترز أن انفجارات أخرى وقعت بالقرب من فندق يقطن فيه الصحفيون بطرابلس.