يشترط وزير الإعلام السابق لمين بشيشي أن تعتمد النخبة على أسلوب الفداء بكل شيء من أجل استعادة دورها الريادي في المجتمع، موضحا أن هذه النخبة ينبغي أن تعلم أنه في خضم محاولات استرداد المكانة، ستسعى السلطة دوما إلى المحافظة على كرسيّها. في نظركم، من المقصّر في الآخر بالجزائر، النخبة في حق ذاتها أم السلطة في حق النخبة؟ أعتقد أنه يجب على النخبة أن تلعب الدور المنوط بها، مهما كانت الصعوبات التي تواجهها والمخاطر التي تحدق بها، السلطة دائما وأبدا تود أن تبقى في منصبها وتحافظ على الكرسي، والمفروض أن النخبة لا تتودد للسلطة كي تعيش، بل دورها أن تقول للمحسن أحسنت وللمتخاذل تخاذلت. هذا نظريا هو الدور الذي يفترض أن تلعبه النخبة، لكن هل ينطبق ما تفضلت به على حال النخبة في الجزائر؟ أعطيك مثالا حول ما سبق وأن قلت، لقد شاهدت في نشرة الثامنة، أول أمس، تغطية بمناسبة ذكرى تأسيس الحكومة الجزائرية المؤقتة، والملاحظ للتغطية يدرك أن هناك جهتين احتفلتا بالمناسبة، المنظمة الوطنية للمجاهدين ووزارة المجاهدين، رغم أن المناسبة واحدة ومن المفروض أن تكون المناسبة مناسبة جامعة للنخب وليس أن يحتفل كل واحد على حدة، ومن منظوره الخاص. فبالنسبة إلى منظمة المجاهدين فقد تحدث باسمها أمين عام المنظمة الوطنية، أما وزارة المجاهدين فتحدث باسمها لمين خان، في حين أن أحق شخصية بالحديث عن الحكومة الجزائرية المؤقتة هو سي عبد الحميد مهري الذي تم تغييبه ولم يُستدع، فهو أحد أهم أعضائها، إذ قبل ميلادها كان من الموجودين في مخاضها، وأظن أن هذا يكفي كمثال عن وضع النخبة في الجزائر للاستدلال على أن صنّاع التاريخ موجودون لكن غائبين في نفس الوقت. ما هو الأسلوب المطلوب لكي تعود النخبة لأداء دور ريادي في الجزائر؟ النخبة مهما يكن من أمر يجب أن تعتمد أسلوب الفدائي، وتكون مستعدة للتضحية في أي وقت وهذا ما يجعلها تدخل التاريخ من أوسع أبوابه.