يقول الأستاذ المختص في علم النفس، أن هناك عددا كبيرا للجزائريين غير محصي، في حاجة ماسة إلى متابعات نفسية جراء الأزمات الأمنية والإقتصادية التي ألمت بهم، بالإضافة إلى الكوارث الكبرى كالزلازل والفيضانات، لكنها لم تجر، ابل كانت المتابعات النفسية للضحايا في الكوارث الطبيعية من أسوأ التجارب للجانب النفسي وأولويته عند الرسميين''· لماذا في اعتقادك يوجد خلط عند الجزائريين بين الطبيب النفساني وطبيب الأعصاب؟ هذا يعود إلى أننا مصنفون ضمن دول العالم الثالث، وهذه هي الحال في كل الدول التي تنتمي إلى هذه الدائرة. فالبعد النفسي للشخصية عند الجزائريين يأتي في آخر الإهتمامات، ثم إن الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والثقافية لم نتجاوزها، وبالتالي فكرنا لا يملك آليات التطور. الجزائري مستهلك والأمور البسيكولوجية لا تدخل ضمن أولوياته في معالجة الأشياء، فتراه لا يؤمن بمتابعات نفسية، ويحسب أنه في نفس الصنف مع المجانين إذا دخل عند طبيب نفسي؟ لماذا لا توجد دراسة تخص النفسية الجزائرية؟ هذا مشكل كبير رغم أن ما عانته الجزائر من صدمات جراء الأزمات الاقتصادية والأمنية والطبيعية، وكانت المتابعات التي أجرتها فرق علم النفس والمختصين في المدارس والمناطق النائية التي مستها الأزمة الأمنية والكوارث الطبيعية كانت سيئة للغاية، إذ كانت أسلوبا إداريا أكثر منه صحيا، وبالتالي لم يكن ناجعا، ولمسنا هذا جليا بعد فيضانات باب الوادي ومجزرة بن طلحة من المفترض أن يكون المختصون النفسانيون موجودين على كل الأصعدة في الشركات وفي المؤسسات وفي مختلف الهيئات، إلا أن حتى وجودهم المحدود مقتصر على ملء فراغ إداري وليس صحي له استراتيجية عمل وما إلى ذلك. وماذا عن روح المبادرة بين هذه الفئة من المختصين؟ أولا يجب التأكيد على شيئين الأول يتمثل في أن هناك عرقلة بيروقراطية لمثل هذه المبادرات، فهم يعلمون أن مجرد البحث مثلا في الحالات النفسية، في المناطق النائية أو في الوسط المدرسي بعد الأزمة الأمنية، سنكتشف مشاكل كبيرة، ثم أن عملا مثل هذا يحتاج إلى تنسيق بين الداخلية والصحة والتربية الوطنية وقطاعات مختلفة تطالها المبادرات