سقط نظام حسني مبارك في مصر وسقطت معه الجدران التي وضعها على مكتباتها إذ تؤكد عدة شهادات أن النظام البوليسي الذي جثم على صدور المصرين كان يصادر عددا من الكتب قبل حتى كتابتها، وكان يحذر في كثير من الأحيان دور النشر من التعامل مع الكتاب المغضوب عليهم· إلا أن ثورة 52 يناير الأخيرة أطاحت بمبارك وأعادت الأمل للأقلام الحرة في مصر، ليحدث ما يشبه التأر السلمي بالقلم من نظام راحل بتعريته وكشف حقيقته· ما إن انتهت ثورة ال 25 يناير بمصر، رغم إصرار الكثير من المصريين على أنها لم تتنه بعد حتى يأخذ المذنب جزاءه، حتى تسارع الكتاب المصريون لكتابة ونشر ما لم يجرؤوا على كتابته في زمن النظام البائد، كاشفين فسادا وثروات مشبوهة لآل مبارك، حيث أصدر بهذا الخصوص الكاتب المصري عبد الخالق فاروق كتاب ''إقتصاديات الفساد في مصر'' كشف فيه بالأرقام والمستندات والتحاليل كيف جرى العبث باقتصاد مصر، خصوصا ما تعلق بصفقة الغاز مع إسرائيل، وعرج على براهين تثبت تعمد النظام السابق إفساد مصر والمصريين بخطط مدروسة· وعن دار مصر المحروسة صدر كتاب ''الثورة وعودة الوعي'' لأشرف الشحات، عرج فيه على مؤشرات تدل على أن مستقبل مصر سيكون أحسن من ماضيها بعد أن عاد الوعي إلى شعب، تعمد الكثير من زبانية نظام مبارك من فنانين ومثقفين تغييبه· وبمزيد من التفصيل عن تشكل ثورة شباب مصر في يناير المنصرم، عاد الدكتور وحيد عبد المجيد في كتاب ''ثورة 25 يناير·· قراءة اولى''· وبحسب عدد من مسؤولي دور النشر المصرية التي تشارك في صالون الجزائر الدولي للكتاب، فإن نظام مبارك ظل يراقب ومن بعيد جميع الكتب التي قد تعري نظامه أو تتحدث عن مخطط توريث الحكم في مصر، أو تتحدث عن الإصلاح السياسي، ما جعلهم يعتبرون حريتهم منقوصة رغم اعترافهم بوجود هامش كبير منها أيام مبارك، إلا أن الثورة الأخيرة زادتهم جرعة أخرى من الحرية جعلتهم يتجرأون على قول الكثير مما ظل مكبوثا·