تحقق مصالح الأمن، منذ عدة أسابيع، في هوية أشخاص منتمين إلى ما يسمى ''بالتيار السلفي'' بالجزائر يقفون وراء عمليات التحريض على القيام بمظاهرات والمطالبة بغلق محلات بيع الخمور عبر بعض أحياء العاصمة، والذين يملكون سجلات تجارية منذ عشرات السنين· وتتزامن هذه التحقيقات مع شروع مصالح الأمن في إجراء تحقيقات بشأن بعض الأئمة الذين تولوا مهام الإمامة عبر بعض مساجد العاصمة وولايات أخرى، ما يعزز تخوف السلطات العمومية من تنامي مد التطرف الديني وانتشار حالات اللاتسامح عبر بعض المناطق التي ميزت فترة نهاية الثمانينيات والتسعينيات، وبروز بعض الظواهر ووقوع أحياء بكاملها في أيدي أشخاص تولوا مهمة فرض وبسط القانون فيها بأنفسهم· وتخشى السلطات من أن يتولى قدماء الحزب المحل هذه المهمة أو أن يعودوا إلى الواجهة عبر قيادة الاحتجاجات، كما هي الشأن بالنسبة إلى ما يسمى ب ''الصحوة الحرة لأبناء مساجد الجزائر'' التي يتزعمها عبد الفتاح زيراوي حمداش عضو''الحملة العالمية لمقاومة العدوان والناطق باسم الصحوة الحرة لأبناء مساجد الجزائر الذي أصدر بيانا يعلن فيه تبني مثل هذا الطرح· رسالة إلى أبناء الأحياء الشعبية ودعوة لغلق محلات بيع الكحول في رسالة تحصلنا على نسخة منها وجهها عبد الفتاح زراوي حمداش عضو ما يسمى ب ''الحملة العالمية لمقاومة العدوان والناطق باسم ما يسمى ب ''الصحوة الحرة لأبناء مساجد الجزائر''، إلى ما يسمى لجان الأحياء التي قدمت عوارض الإمضاءات ولوائح احتجاجات المواطنين إلى الجهات المعنية لغلق محلات بيع الخمور ''التي أفسدت شعبنا ودمرت قيم شبابنا وألهبت الشجارات بين شربة الكحول وأهل الأحياء وعكرت صفو حياة العائلات بسبب آثار الخمر السيئة''· وربط هذا الشخص تزايد أعداد الجرائم على اختلاف تنوعها وكثرت المشاجرات ''بين شربة الخمر وشرفاء الأحياء وارتفع عدد ضحايا السكر بكثرة محلات بيع الخمر ونبيذ الكحول التي عششت بين الأحياء تنشر الخمور على نطاق واسع بين شرائح المجتمع وشكا الخاص والعام والصالحون وغيرهم من أضرارها ومفاسدها وشر رؤوس التجارة فيها الذين يربحون أموال السحت على حساب دين الأمة الجزائرية''· وتضيف الرسالة المطولة ''فإذا أصبحنا نجد قارورات الخمر وعلب نبيذ الكحول المحرم في شوارعنا على الأرض وعلى أرصفة الطريق وأمام بيوت الناس، بل حتى أمام المساجد، فإذا استمر حال هذه المحلات الملعونة في بيع الخمر ولم تغلق نهائيا فسوف تتطور الأحداث مستقبلا''· ويعلن صاحب الرسالة صراحة ما يسميه بلجان الأحياء الشعبية في تقديم المزيد من عوارض الإمضاءات ولوائح الاحتجاجات الشعبية لدى الجهات المعنية للمطالبة بغلق نهائي لمحلات بيع الخمر وعلب نبيذ الكحول المحرم· الهاشمي سحنوني: نحن لا ندعو للعنف بل إلى محاربة ما يخالف الشرع أكد العضو المؤسس للفيس المحل والمنتمي إلى ما يسمى بالصحوة الحرة لأبناء مساجد الجزائر أنه يساند مطالب سكان بعض الأحياء المحتجين المطالبين بغلق محلات بيع الخمور، وهذا أمر شرعي -حسبه- ويكون ذلك بالطرق السلمية، مضيفا أنه لا يدعو إلى العنف واستهداف المحلات هذه بالقوة، مثنيا في ذات الوقت على البيان الذي أصدره عبد الفتاح زيراوي حمداش، مؤكدا أن هذا المطلب واجب شرعي لا يمكن إغفاله· عبد الفتاح زراوي ل''الجزائر نيوز'': أخبرت بغلق سبع محلات والبقية آتية قال عبد الفتاح زراوي الذي أكد، في وقت سابق، الاتفاق مع السلطة للإفراج عن الموقوفين الإسلاميين، التي سرعان ما كذبها الوزير الأول أحمد أويحيى، إنه وراء الرسالة الموجهة للجان الأحياء المطالبة بغلق محلات بيع المشروبات الكحولية، مضيفا أنه أخبر ليلة أول أمس ''بغلق سبع محلات وأن المطالب بدأت تتحقق، والبقية آتية''، مؤكدا أنه يساند عرائض المواطنين المطالبين بغلق مثل هذه المحلات التي يتسبب مرتادوها في ارتكاب ''الجرائم والاعتداءات''·