ما صرح به السيد محند الشريف حناشي مؤخرا، حول إصراره على عدم بيع نادي شبيبة القبائل وأن من يريد مساعدة الفريق ماليا، عليه أن يجسد نواياه دون أن تكون له طموحات في تولي تسيير دواليب الفريق· وجاءت إشارة الرجل القوي اليوم، في الشبيبة القبائلية على خلفية الأخبار والاصداء التي تحدثت عن إمكانية ضخ أحد رجال الأعمال أمواله في خزينة الفريق، وبالتالي تولي الإشراف عليه على منوال ما حدث في نادي اتحاد الجزائر· ولئن كانت تصريحات حناشي لا تعد جديدة على الأقل بالنسبة للذين تابعوا السيناريو الذي كان يحدث للفريق قبل سنوات قليلة جدا، عندنا أبدى الرجل القوي اليوم في اتحاد العاصمة نيته في ضخ أمواله في خزينة النادي القبالي، حيث أجابه يومها حناشي بالإيجاب وقبل بالفكرة، حيث قالها بالحرف الواحد ''نحن نرحب بكل من يأتي لمساعدة الشبيبة''، وذهب إلى أبعد من ذلك عندما أعلنها صراحة بأنه مستعد لترك كرسي الريادة لمن يستطيع قيادة الفريق بماله· ولحد الآن، لم يعرف المتتبعون لشؤون ويوميات النادي القبائلي كيف سحب رجل الأعمال حداد مشروعه الذي كان ينوي تطبيقه في النادي بعد أن فضّل غلق الملف، عندما تيقن بأن ما فهمه القائمون على الشبيبة من مشروعه هو أن يأتي بالملايير ويضعها في خزينة النادي ثم ينصرف ولا يسأل عنها والنتيجة كانت أنه حدث الطلاق بين الطرفين، قبل أن تجري فاتحة الكتاب بينهما· وهنا لا نختزل تجربة الشبيبة القبائلية في مجال الاحتراف، وكيف يفهمه مسؤولوها، فإن السواد الأعظم من أنديتنا، إن لم تكن كلها، ما يزال اليوم يؤمن بإمكانية الإستمرار في تسيير الفريق بوجود رجال الأعمال والشركات التي تدخل بأموالها في بورصة النوادي· ولسنا ندري·· هل يعود سوء الفهم الذي ما زال يهيمن على أفكار رؤساء أنديتنا، إلى جهلهم التام بالميكانيزمات التي تسير بها الأندية الاحترافية في العالم، أم أن العملية لا تعدو كونها إمتداد لذهنيات بالية عشعشت في عقول مسيري كرتنا الذين اعتادوا العيش بالأموال التي تدخل خزائنهم طوال الموسم الكروي، ولا أحد بإمكانه معرفة ماهيتها أو الإستفسار عنها بما في ذلك أعضاء الجمعيات العامة التي يفترض أن تلعب دور المحاسب والرقيب· ولا نغالي ونحن نحضر إلى نوع جديد من الاحتراف ينوي رؤساء الأندية عندنا تطبيقه على الطريقة الجزائرية المحضة، ولا يريدون الإلتفات على واقع الأندية المحترفة التي يتولى شؤونها رجال الأعمال وشركات عالمية كبيرة ليس فقط من خلال الأموال الباهضة، التي تعرفها وإنما كذلك من خلال إزاحتها للمسيرين القدامى الذين ينسحبون بشرف ويسلمون مفاتيح مكاتبهم لمن يملكون أسهم الأندية؟!