فتح عدد من عمال محطة آغا قلوبهم ل ''الجزائر نيوز'' وتحدثوا عن هموم ومشاكل مهنتهم التي يتخبطون فيها منذ عشرات السنين، مؤكدين أن مطالبهم لم تتوقف عند حدود المطالبة بتطبيق التعويضات المالية بأثر رجعي منذ 8002، بل شملت كذلك تحسين ظروف عملهم والظروف التي يقدمون فيها خدماتهم للمسافرين· عدّد عمال محطة آغا للقطارات المشاكل التي يتخبطون فيها، والتي ليس آخرها تعطل الآلات التي يتم سحب التذاكر بها، حيث يجد أعوان بيع التذاكر بالشبابيك ال 5 بالمحطة أنفسهم مضطرين إلى تحرير التذاكر بطريقة يدوية، ما يأخذ وقت طويلا بسبب تعطل آلات سحب التذاكر من حين لآخر، ما ينجر عنه سخط المسافرين الذين يتشكلون خصوصا في ساعات الذروة في طوابير لشراء التذاكر · ''تصور أن تعمل من السابعة صباحا بأجهزة معطلة وأمام ضغط رهيب من المسافرين الذين نتفهم سبب غضبهم، نقوم كل مرة برفع مطالب إصلاح الآلات إلى الإدارة، لكن لا حياة لمن تنادي'' يقول عون مكلف ببيع التذاكر، كما وقفت ''الجزائر نيوز'' على عدة نقائص بأكشاك بيع التذاكر، حيث لا تحوز الأكشاك الخمسة إلا على 3 أجهزة كمبيوتر، في حين يبقى جهاز آخر معطلا منذ عدة أيام· ولهذا يواجه العمال عدة مشاكل مع المسافرين، ومرد ذلك إلى الضغط الكبير على العمال، خصوصا إذا كانوا يعملون وفق نمط 8 * ,2 مع العمل أيام الجمعة والأعياد، ما يعني أنهم يجدون أنفسهم مضطرين للعمل أكثر من 10 ساعات مع تعطل الآلات ويتعاملون مع ما يزيد عن 10 آلاف مسافر يوميا يقصدون المحطة الأكثر أهمية بالجزائر كلها· أخطار بالجملة وأجور غير مناسبة يشتكي الأعوان المكلفون بربط القاطرات والميكانيكيون الرئيسيون من المخاطر التي تعترضهم أثناء العمل، ومقابل هذا ما زال الأجر القاعدي لهم لا يتجاوز 15 ألف دينار، في حين لا يتعدى أجر سائقي القطارات مع احتساب أقصى سنوات الخبرة والأقدمية 46 ألف دينار، كما أكد أحدهم ل ''الجزائر نيوز'' رفض كشف اسمه، خصوصا بعد أن قامت الإدارة، حسب أحد ممثلي الادارة، باستعمال ما وصفوها بحيلة ''خبيثة'' في الإضراب الماضي، عندما قامت بتدوين أسماء عدد من العمال الذين تشكلوا في وفد لمقابلة المسؤولين على المؤسسة، فبعد أن دوّنوا أسماءهم في قائمة مرفوقة بمطالبهم، تفاجأوا بحديث عن تحويلهم إلى العدالة، حسب ممثلين عن العمال دائما· الملايير تمر على أنوفنا والمؤسسة تدّعي أنها فقيرة أكد عدد من عمال القطارات، بمن فيهم الميكانيكيون وأعوان المراقبة وبائعو التذاكر أن مؤسستهم تعاني من سوء التسيير وليس من ضعف ميزانيتهم· كما استغربوا كيف تنفق إدارتهم الملايير لشراء السيارات التي توضع في خدمة المسؤولين، في حين يواجهوننا هم بأن المؤسسة فقيرة، إذ يؤكد عون مكلف بالصندوق ''لا يمكن أن نصدق أن مؤسستنا فقيرة، الملايير تمر على أنوفنا، نحن نضطر لحسابها يدويا مع افتقار محطتنا لحاسب الأوراق المالية، محطة آغا وحدها مداخيلها تتعدى 3 ملايير شهريا، ويقال أن مؤسسة النقل بالسكك الحديدية فقيرة''، ليعقب عون مراقبة آخر ''المؤسسة عمومية في نهاية المطاف والخزينة مملوءة، لماذا لا يقال نفس الكلام لأعوان الشرطة، إنها سياسة الكيل بمكيالين ليس إلا''· الإضراب في صالح المسافرين وليس إضرارا بهم تأسف أكثر من عامل على رؤية شيوخ وطلبة يقصدون المحطة، فيجدون أبوابها على غير العادة موصدة، إلا أن عددا منهم أكدوا أن الإضراب شر لابد منه، وأنهم لم يجدوا وسيلة لإيصال صوتهم إلى الإدارة والوصاية إلا بالإضراب، وأنه في حالة الاستجابة لمطالبهم، خصوصا المتعلقة بتوسعة قاعة بيع التذاكر وصيانة العتاد واقتناء أجهزة سحب جديدة، فإنهم سيستفيدون منها والمسافرين على حد سواء، كما أكد عدد كبير من العمال أنهم رفعوا أكثر من شكوى وعريضة تتعلق بالمشاكل اليومية التي يتخبطون فيها والتي لا يعانون منها هم فقط بل حتى المسافرون، إلا أن الإدارة لم تستجب لأي مطلب لهم، كما أكدوا أنهم أعلموا المديرية العامة بالإضراب قبل عشرة أيام ومنحوها مدة كافية للاستجابة إلى مطالبهم، إلا أنها ضربتها عرض الحائط، ''في ال 2011 نحرر التذاكر بأيدينا عندما تتوقف الآلات التي تجاوزها الزمن، نحن نعاني يوميا من استهزاء المسافرين وعبارات مثل الناس تتقدم وانتم الى الوراء نسمعها كل يوم'' تقول مكلفة ببيع التذاكر بذات المحطة ليعقب مراقب ''كنا نتمنى أن نستقبل المسافر في ظروف أحسن، أن يشتري تذكرته ويركب القطار في الموعد، تأكدوا أن أي تعطل في سحب التذاكر أو تأخر في مواعيد القطار مرده إلى وجود مشاكل في العتاد والتنظيم''·