أثار حديث الأمين العام لحركة النهضة الإسلامية والمرشح لشغل منصب رئيس الوزراء المقبل حمادي الجبالي عن ''خلافة راشدة سادسة في تونس'' جدلا واسعا، خاصة في صفوف العلمانيين الذين يرون أن قيم الحداثة أضحت مهددة بعد فوز النهضة في الانتخابات الأخيرة· وأظهر مقطع فيديو الجبالي، وهو يخاطب أنصاره في اجتماع بمدينة سوسة قائلا ''يا إخواني أنتم أمام لحظة تاريخية في دورة حضارية جديدة إن شاء الله، في الخلافة الراشدة السادسة إن شاء الله''· وسرعان ما أثار هذا التصريح غضب العلمانيين وزاد الجدل على الإنترنت وفي وسائل الإعلام حول النوايا الحقيقية للحركة· ونشرت صحيفة المغرب المحلية على غلافها صورة كبيرة للجبالي على شكل أمير تحت عنوان ''حمادي الجبالي الخليفة السادس الخطأ''، مضيفة إنه لا يصلح أن يكون رئيسا للوزراء· لكن فوزي كمون مدير مكتب الجبالي أكد -في حديث له- أن ''الجبالي كان يقصد تطلعه إلى حكم رشيد شفاف يقطع مع الفساد، وليس إقامة نظام إسلامي مثلما روج لذلك الصائدون في المياه العكرة''· وأضاف ''نحن حركة مدنية هذا لا جدال فيه، لكن فئة من النخبة تسعى بتلهية الشعب عن اهتماماته الرئيسية''· وفي ما يشبه الرد على تصريحات الجبالي وتصريحات قيادات من المؤتمر بشأن المفاوضات على الحكومة، أعلن حزب التكتل من أجل العمل والحريات تعليق مشاركته في لجان الإصلاح المشتركة مع النهضة·