توفي، أمس، عن عمر يناهز ال 77 عاما، العلبة سوداء لنظام الشاذلي بن جديد، وأحد أبرز القادة الأمنيين لمرحلة الثمانينات الذي تولى إدارة الأمن الوطني بين سنوات 1977 و1987 الهادي لخضيري، إثر إصابته بأزمة تنفسية حادة بمسكنه بحيدرة· وارتبط اسم الهادي لخضيري بمختلف الحركات الاحتجاجية التي عرفتها الجزائر في مرحلة الثمانينات، وكان أحد أبرز مواجهي هذه الحركات، خاصة ما عرف بالربيع البربري لعام 1980, وكيفية قمع هذه الحركة التي وصفت بمثابة التنبؤ بزوال النظام التوجيهي للنظام الراحل هواري بومدين· ففي كتاب عن الربيع البربري الذي ألفه الصحفي والمناضل الحقوقي وأحد أبرز منشطي هذه الحركة أرزقي آيت العربي قبل عامين ينقل شهادات الهادي لخضيري حول الأحداث التي هزت منطقة القبائل برمتها، عقب أحداث جامعة وادي عيسي ومحاصرة عناصر الأمن لها لعدة أيام· وتحدث الهادي لخضيري، في شهاداته، عن كيفية تدخل المرحوم قاصدي مرباح لمنع تدخل العسكر في الأحداث، على أساس أنه هو الذي كان يتولى قيادة الأمن العسكري، وكيف وجد الهادي لخضيري بصفته المسؤول الأول على جهاز الأمن الوطني في مواجهة الأحداث التي استمرت لعدة أسابيع· وقبل هذه الأحداث تمكن الهادي لخضيري من إخماد ما عرف بانتفاضة الطلبة لعام 1979على مستوى الجامعة المركزية وسطيف وقسنطينة، ثم أحداث الأغواط عام 1982 فأحداث الإسلاميين سنة 1982 بالجامعة المركزية بالعاصمة التي أوقف على إثرها العشرات من الإسلاميين والجناح الراديكالي في الحركة الإسلامية·