أخذ يقرمش الزلابية، واحدة تلوى الأخرى·· ويتلذذ بها كما أنه لم يتلذذ بشيء من قبل·· وحتى أقطع عنه حالة النشوة التي وصل إليها، قلت له·· - أتدري، أيها الحمار العزيز·· أنا حائر في أمرك؟؟ قال، بتهكم شديد·· - خير إن شاء الله، وما الذي يحيرك؟؟ قلت·· لم أرَ في حياتي حمارا يأكل الزلابية·· كل الحمير الذين أعرفهم يأكلون الحشائش·· ثم، يا سيدي، ألا تعرف أن هذه الزلابية صناعة تونسية، وأنت، ذات يوم، على ما أذكر، انتفضت واحتجيت على الدلاع التونسي الذي تستورده البلاد، وأذكر أنك فعلت الأفاعيل يومها· قاطعني، وقرص الزلابية الحمراء بين فكيه·· - إيه، يا عزيزي ·· أنا استنكرت استيراد الدلاع لأسباب أخلاقية أولا ·· كيف لبلد مثل الجزائر أن تعوّل على تونس لمدها بالدلاع ؟؟ وكل مزارع البلد أين صارت؟؟ ·· أذكر أن أحدهم، أثناء نقاشي معه في هذا الموضوع، قال··أحمد ربك على الدلاع·· ألا ترى ما يدخل من الحدود الأخرى؟؟ قلت·· كالغشيم·· ماذا يدخل؟؟ تنحنح، حماري، وقال··لا، لا، أستر ما ستر الله·· ودعني أتمخمخ بالزلابية ·· أنت تحسدني على هذه الحلوى الرمضانية وتريد أن تدخلني في دهاليز السياسة·· وأنا لست فارغ شغل مثلك· صحت به·· أيها الحمار اللعين، ما دخل الزلابية بالسياسة··؟؟ نهق، عاليا، وقال·· الآن، تكلمت عن استيراد الدلاع من تونس، وتريدني أن أقطع في فروة وزير الفلاحة، ثم تكلمت عن الزلابية وتريدني أن أتكلم عن غلاء السميد والزيت والسكر·· وأنا لا أريد أن أدخل السياسة في زليفي·· يا سيدي، رَيَّح بالك، أنا مثل كل الجزائريين أنتظر الماتش·· الماتش·· الماتش!!