من المنتظر أن تطبق الزيادة المقررة للأجور بداية من منتصف هذا الشهر، الحد الأدنى للأجور لن يقل عن 18 ألف دينار جزائري بدلا من 15 ألف دينار مثلما كان معمول به في السابق، والزيادة هذه التزمت بها المديرية العامة للوظيف العمومي··· ·· وقد أكدت أنها بلغت ال 20 في المئة مما يكلف الخزينة العمومية 75 مليار دينار جزائري تضم أيضا أجور المتقاعدين والمجاهدين وذوي الحقوق التي ستمسها الزيادة رسميا بداية من منتصف هذا الشهر· أرقام تبدو جميلة، ويبدو من خلالها جهد الحكومة في شراء السلم الاجتماعي في الذكرى الأولى لأحداث جانفي 2011 التي تفجرت إثر الزيادات الجنونية في أسعار بعض المواد الأساسية· ومقابل ذلك ''السخاء'' الذي سيكلف الخزينة العمومية تلك المبالغ المذكورة، وهي الممتلئة عن آخرها بفضل عائدات البترول المرتفعة منذ سنين، يعرف السوق زيادات جنونية في أسعار بعض المواد الاستهلاكية، حيث سعر السردين لم ينخفض، وهو الذي كان قبل سنوات لا يتعدى ال 50 دينار، ووصل سعر الطماطم إلى 100 دينار، في حين ارتفع سعر اللحوم البيضاء بشكل مجنون ليصل في بعض المرات إلى ال 450 دينار للكيلوغرام، بعد أن كان لا يتجاوز 180 دينار للكيلوغرام· ويؤكد المطلعون على سوقها أن الأسعار ستبقى مرتفعة إلى غاية الشهر القادم على الأقل· وتؤكد مصادر أن أسعار السلك الكهرومنزلية سترتفع هذه السنة بما معدله العشرين في المئة· فأي أثر ستحدثه الزيادة في الأجور إذا كان الموظف يأخذ مبلغا ''إضافيا'' بيده اليمنى ويصرف أضعافه الذي يأخذه التجار باليد اليسرى· والأرقام التي يتوافر عليها الباحثون الإقتصاديون تؤكد أن حوالي 70 في المئة من العمال في الجزائر يتقاضون أجورا لا تتعدى ال 25 ألف دينار في الشهر، حيث تذهب نسبة 80 في المئة من تلك الأجور مصاريف مواد أساسية من حليب وزيت وخبز، وتبقى العشرين في المئة الأخرى للطوارئ الصحية والاجتماعية المختلفة دون التفكير في الكماليات ومنها التمتع بالعطلة لمن يملك الحق في ذلك· ومنذ أربع سنوات، كانت النقابة الوطنية المستقلة لمستخدمي الإدارة العمومية قد أنجزت دراسة نتيجة أن الحد الأدنى للأجور الذي يضمن كرامة المواطن هو 35 ألف دينار جزائري، كان ذلك قبل سنوات من الآن عندما كانت أسعار المواد الأساسية رخيصة جدا مقارنة مع الوضع الحالي، ومرت تلك السنين والحد الأدنى للأجور يقارب نصف ما هو مطلوب وفق الدراسة القديمة، ولا مجال هنا للحديث عن أجر الكرامة، رغم كل ما قيل أن دعم المواد الأساسية ورفع الأجور التي أصبحت أكثر أكذوبة في عصرنا·