انطلق عدد من مرضى الربو عند سماعهم خبر نقص البخاخ المعروف طبيا ب ''الفانتولين'' على مستوى الصيدليات، في جولات ماراطونية عبر العديد من الصيدليات، لعلهم يظفرون بعلبة إضافية، تجنبهم نوبات الربو الحادة والفجائية· ولمعرفة الأسباب الحقيقية لندرة هذا النوع من الأدوية التي لا يستغني عنها المرضى الذين تجاوزت نسبتهم ال 14 بالمائة من الجزائريين، وهو ما يعادل حوالي 4 ملايين جزائري مصاب، تنقلت ''الجزائر نيوز'' في جولة استطلاعية إلى عدد من الصيدليات المتواجدة في كل من بلدية باب الواد، الأبيار والجزائر الوسطى، حيث أكد بعضهم أن هذا البخاخ المعروف ب ''الفانتولين'' غير متوفر فعلا منذ أزيد من 10 أيام، مرجعين سبب ذلك إلى احتكار الأدوية على مستوى باعة الجملة الذين يخزنون الأدوية وينتظرون إلى غاية نفاذها بالسوق، لإعادة توزيعها مجددا، بحثا عن الربح السريع ولو على حساب صحة المواطن الجزائري البسيط· كما أبدى بعض المرضى سخطهم الكبير من نقص دواء هام وحيوي، من شأنه أن يهدد حياة الكثير من المصابين، في حال ما استمرت أزمة الندرة على ما هي عليه، وفي هذا الإطار قال ''عمر'' من باب الواد، إنه شعر بالذعر عندما انتقل إلى معظم الصيدليات المتواجدة بباب الواد بحثا عن علبة ''الفانتولين'' دون أن يتمكن من العثور عليها، وقال إنه اعتقد أن الأمر يتعلق بنقص الكمية في بعض الصيدليات، لكنه شمل حوالي أكثر من خمس صيدليات كاملة في كل من الأبيار، الجزائر الوسطى، إلى أن حصل على الخبر اليقين من أحد الصيادلة الذي أكد له أن دواء ''الفانتولين'' على شكل بخاخ غير متوفر بكمية كافية منذ نحو أسبوع تقريبا، لأن العلبة المتوفرة لديه يمكنه استعمالها مرتين فقط، الأمر الذي دفعه إلى تجنيد كل أبنائه وبعض من أصدقائه للبحث عنه عبر كل صيدليات العاصمة· من جهة أخرى، أكدت السيدة نصيرة، أنها تعبت ولم تعد قادرة على مواصلة رحلة البحث عن بخاخة ''الفانتولين'' لزوجها المسن خاصة أنه يتعرض يوميا لنوبات حادة وفي كل الأوقات وعلبة واحدة لا تكفيه، مضيفة أنها استطاعت أن تتحصل على واحدة من إحدى الصيدليات وذلك عن طريق أحد معارفها، مؤكدة أنه نبهها بعدم اخبار باقي المرضى بوجود هذا الدواء عنده، وتساءلت ذات المتحدثة أنا حائرة في كيفية توفير هذه البخاخات خاصة أن زوجها معوق ولا تستطيع نقله في كل مرة إلى المستشفى·