ارتفع عدد قتلى أجهزة التدفئة المغشوشة بالجزائر إلى غاية نهار أمس إلى حوالي 50 حالة منذ بداية السنة، بعد أن توقف العداد مع نهاية الشهر الماضي عند عتبة ال 35 وفاة سجلتها مصالح الحماية المدنية على المستوى الوطني، السواد الأعظم من الحالات كان على مستوى ولايات الهضاب والمناطق الريفية آخرها تلك التي راحت ضحيتها سيدتان بولاية سطيف قبل يومين عثر عليهما جثتين هامدتين داخل منزلهما بقرية جرياطة بعد أن استنشقا غاز أحادي الكربون المنبعث من المدفئة، بينما لا يزال أخوهما البالغ من العمر 24 سنة يصارع الموت بمستشقى الولاية··· وبينما أنقذت ذات المصالح 78 شخصا من الموت المحقق لنفس السبب، خلال الشهر الماضي، الحصيلة ارتفعت للضعف مع موجة البرد التي تجتاح التراب الوطني حاليا، حيث تم إنقاذ ما يفوق ال 60 حالة في 4 أيام فقط على مستوى الولايات الشمالية، 13 منها تم تسجيلها ببلدية برج غدير ببرج بوعريريج نهار أمس و 8 حالات بولاية ميلة، بينما سجلت باقي الحالات بمناطق مختلفة بمعدل يتراوح بين 5 و 10 حالات يوميا في كل ولاية منذ وصول الاضطراب الجوي الحالي· هذا، وقد أحصت مصالح الحماية المدنية على المستوى الوطني خلال السنة الماضية مقتل 187 شخصا جراء التسربات الناجمة عن عدم صلاحية أجهزة التدفئة المغشوشة، في حين تم إنقاذ حوالي 700 آخرين من الموت المحقق جراء تعرضهم لاختناقات بعد استنشاقهم للغازات المنبعثة من أجهزة تدفئة تفتقر للمعايير المعمول بها كونها لا تحتوي على أي تحصين أمني ضد تسربات الغاز· في ذات الصدد تشير المعطيات المتوفرة إلى أن هذه الأجهزة القاتلة تمثل نسبة 60% من تلك التي تعرض في السوق ويقبل الجزائريون على شرائها على أساس أنها أصلية في ظل غياب تام للرقابة، بحيث تمر عبر الموانئ آتية من دول شرق آسيا والصين لتباع في الأسواق المحلية وتدخل بيوت الجزائريين ويستعملونها ولا يتم اكتشاف عدم صلاحيتها إلا بعد أن تتسبب في وقوع ما لا يحمد عقباه· هذا، وتحتل المناطق الداخلية ومنطقة الهضاب العليا العاصمة باتنة وتبسة صدارة المناطق التي سجل بها أكبر عدد من التدخلات والحوادث المميتة·